ٔ
ﻋﺎرف اﻠﺮﻋﻮي ،اﻻوﺿﺎع اﻠﻌﺎﻤﺔ ﻠﻣﺪﻳﻨﺔ إب...
دراﺳﺎت
<
<
<
<
<
<
]˘<hc<<Ì{flËÇπ<<Ì{⁄^√÷]<≈^ïÊ
<‡ËÜ{{é√÷]<·Ü{{œ÷]<Ì{{Ë]Çe<ª
>< >Ì{{{{{{{{ÈœÒ^mÊ<Ì{{{{{{{{â]ÖÅ
<
<
ﺇﻥ ﺍﻟﻔXYﺓ ﺍﻟ UVﺷ(ﺪQRﺎ ﺍﻟﻴﻤﻦ 45ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻦ ﻣﻠﻴﺌﺔ
ﺑﺎﻮﺍﺩﺙ ﺍﳌfﺸﺎﺑﻜﺔ ﻓﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟ`ﺴ_ Uﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻣﻨﺬ ﻋﻮﺩﺓ
ً
ﺭﺳﻤﻴﺎ zﻌﻮﺩQRﻢ ﺇ xyﺻﻨﻌﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ ١٨٤٩ﺇQR xyﺎﻣﺔ ،ﺛﻢ
،١٩٧٢ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺑﺎﺩﻋﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤ~ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ
١٣٠٧ـ١٨٩٠/ﻡ ﻣﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﺐ ﺑﺎﳌﻨﺼﻮﺭ ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻞ ﻋx
ﺗﺤﺮﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻋ xﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻲ 45ﺍﻟﻴﻤﻦ،
ﻭﻗﺪ ﺎﻥ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇﺏ ﻧﺼﺐ 45ﺬﻩ 3ﺣﺪﺍﺙ 45ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﺃﻤ(ﺎ3ﻣﻨﻴﺔﻭﺍﻟﻴﺔ،ﻭﺳﻨﺤﺎﻭﻝ 45ﺬﺍﺍﻟﺒﺤﺚﺴﻠﻴﻂ3ﺿﻮﺍﺀ
ﻋﻠQﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻛﺘQﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ 4ﺍﳌﻔ UVﻭﺟﺪQRﺎ ﺿﻤﻦ
ﺃﻭﺭﺍﻕﻣﺨﻄﻮﻃﺔ45ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻲﻭﺗﺆﺭﺥ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻟﻠﺴﻨﻮﺍﺕﻣﻦ
)١٣٢٣-١٣٢١ـ١٩٠٥ - ١٩٠٣ /ﻡ( ﺇﺫ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ 3ﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ
ﻋﺎﺷ(ﺎﺃﻞﻣﺪﻳﻨﺔﺇﺏﺣﻥﻌﺮﺿﻮﺍﺇxyﺣﺎﺩﺛﺘﻥﻣ(ﻤﺘﻥﺣﺪﺛﺘﺎ45
ﺍﻟﻴﻤﻦﻤﺎ3:ﻭ:xyﻇﺎﺮﺓﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕﺍ)ﻤﺎﻋﻴﺔﺍﻟUVﺑﻠﻐﺖ!ﻻﻑﺧﻼﻝ
ﺃﺷ(ﺮﻣﻌﺪﻭﺩﺓﻧfﻴﺠﺔﻣﺮﺽﺧﻄ،Xﺃﻭzﺴ¥ﺐﺍﳌﺠﺎﻋﺔﺍﻟUVﺣﺪﺛﺖ45
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﺬﻩ ﺍﻟﻔXYﺓ ﻭﺍﻟ UVﻳﺮﺟﻊ ﺍﳌﺆﺭﺧﻮﻥ ﺃﺳﺒﺎ¦Qﺎ ﺇ xyﻗﻠﺔ
3ﻣﻄﺎﺭ ،ﻭﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ªﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ،ﻭﻛ©Xﺓ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ .ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻌﺮﺽ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ 45
ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﳌﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒﻌﺪﺍﻥ ،ﻭﺣﺒﺶ ،ﻭﺍﳌﺨﺎﺩﺭ ،ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﻦ،
ﻭﺍﻟﺬﻱﺗﺰﺍﻣﻦﻣﻊﻗﻴﺎﻡﻣﺎﻡﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺑﻦﻣﺤﻤﺪﺣﻤﻴﺪﺍﻟﺪﻳﻦﺗﻮ4545
)١٩ﺭ¯ﻴﻊ3ﻭﻝ١٣٢٢ـ٢/ﻳﻮﻧﻴﻮ١٩٠٤ﻡ(ﺑﺤﺼﺎﺭﺻﻨﻌﺎﺀﺛﻢﺧﻠﻔﻪﺍﺑﻨﻪ
ﻳﺤ~ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﺐ ﺑﺎﳌﺘﻮﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺻﻞ ﺣﺼﺎﺭﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﺩﺧﻮﻟ(ﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠQﺎ ﺣ ~Vﻣ4±ﺀ ﻗﻮﺍﺕ ﻋﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻴ U²³ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺧﻤﺎﺩ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ
ﺍﳌﺪﻥﺍﻟUVﺳﻘﻄﺖ45ﺃﻳﺪﻱﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻥ.
ً
ً
ﺩﻗﻴﻘﺎ ﳌﺎ ﺣﺪﺙ 45ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ
ﻭﺻﻔﺎ
ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻟﻨﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺱﺧﻼﻝﺬﻩﺍﻟﻔXYﺓ،ﻭﻣﺎﺟﺮﻯ ﻓQﺎﻣﻦﺣﻮﺍﺩﺙﻗﺘﻞﻭﺇﺻﺎﺑﺎﺕ
ﺫﻛﺮﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،ﺑﻞ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺘ xﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ً
ﺔﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔﺍﻟUVﺎﻥﺍﻟ¶ﺎﺗﺐﻣﺘﺤµﺍﻟ(ﺎ.
ﺗﻤﺮﺩﻭﺍﺿﺪﺍﻟﺪﻭﻟ
ﻣُﻘﺪَّﻣﺔ
أ .د .ﻋﺎرف ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺮﻋﻮي
ﺃﺳﺘﺎﺫﺍﻟﺘﺎﺭﺦﺍﺪﻳﺚﻭﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺍﳌﺴﺎﻋﺪ
ﻗﺴﻢﺍﻟﺘﺎﺭﺦ –ﻠﻴﺔ!ﺩﺍﺏ
ﺟﺎﻣﻌﺔﺇﺏ–ﺍ)ﻤ(ﻮﺭﺔﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ
ﻋﺎﺭﻑ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ3 ،ﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇﺏ 45ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻦ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ -.ﺩﻭﺭﺔ ﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﺨﻴﺔ -.ﺍﻟﻌﺪﺩ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱﻋﺸﺮ؛ﻳﻮﻧﻴﻮ.٢٠١٢ﺹ.١٥–٩
ISSN: 2090 - 0449
www.kanhistorique.org
ﲬﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ٢٠١٢ – ٢٠٠٨
ISSN: 2090 – 0449
اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد اﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ:
ﻳﺤﻔﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎ¸ U²ﻭªﺟﺘﻤﺎ· 4ﻟﻠﻴﻤﻦ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﳌﺘﻐXﺍﺕ ﻭªﻌﻄﺎﻓﺎﺕ ﺍﺎﺳﻤﺔ ﺍﻟ UVﺎﻥ zﻌﻀ(ﺎ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ 45ﻧﻄﺎﻕ
ﺍﻟﺘﺎﺭﺦ ﺍﳌ`» ،U²ﻓﻌ xﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜXﺓ ﺧﻼﻝ
ﺬﻳﻦﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ3ﺧXﻳﻦﺣﻮﻝ ﺬﺍﺍﻟﺘﺎﺭﺦ،ﻭﻻﺗﺰﺍﻝzﻌﺾﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ
ﺍ¼ﺎﺻﺔ ¦Qﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﺦ zﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻀﻮﺀ ،ﻭﻣﻦ ﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ
ﻇﺎﺮﺗﺎﺍﳌﺠﺎﻋﺎﺕﻭ3ﻭ¯ﺌﺔﺍﻟﻠﺘﺎﻥﺎﻧﺘﺎﺑﻤﺜﺎﺑﺔﻟﻌﻨﺔﻋﺎﻰﻣ½Qﺎﺍﻟﻴﻤﻦ
ﺧﻼﻝﻓXYﺍﺕﺍﻟﺘﺎﺭﺦﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.ﻭﻟ¿ﻥﺗﻤﻜﻨﺖzﻌﺾ3ﻣﻢﻭﺧﺎﺻﺔﺃﻭﺭ¯ﺎ
ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺃﺷﻮﺍﻁ zﻌﻴﺪﺓ 45ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺎﺗﻥ ﺍﻟﻈﺎﺮﺗﻥ ً
ﻧﻈﺮﺍ ﳌﺎ ﺗﻮﻓﺮ
ﻟﺪQÂﺎﻣﻦﻭﺛﺎﺋﻖﻣﺤﻔﻮﻇﺔ،ﻓﺈQÃﻤﺎ– ﺃﻱﺍﻟﻈﺎﺮﺗﺎﻥﺩﺭﺍﺳQÅﺎ45ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻟﻢ ﺗﺤﻈﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ 45ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﺨﻴﺔ ﺍﺪﻳﺜﺔ،
ﺑﺎﺳﺘÆﻨﺎﺀzﻌﺾﺷﺎﺭﺍﺕﺍ¼ﻔﻴﻔﺔﻋ½Qﻤﺎﺃﺛﻨﺎﺀﺍﺪﻳﺚﻋﻦﺍﻟﺘﺎﺭﺦ
ﺑﺼﻔﺔﻋﺎﻣﺔ.
دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ُ .ﻣﺤﻜّﻤﺔ .رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ
<
ﻣﻠﺨّﺺ
“^·<]÷ÌÈ≠Ö^j
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠١٢
٩
ٔ
عارف الرعوي ،االوضاع العامة لمدينة إب...
ويعود ذلك إ ى الشح ي املادة التاريخية ي املقام ٔالاول ذلك أن
ً
صفحا عن ذكر ٔالاخبار املتعلقة
املصادر التاريخية اليمنية ضربت
باألوبئة واملجاعات باستثناء إشارات شاحبة وردت بشكل عفوي ي
بعض هذﻩ املصادر ،كما أن معظم الروايات والشواهد التاريخية
طواها الزمن أو تم إتالفها ي خضم الصراعات الدموية ال
اندلعت ب ن مختلف القوى السياسية ،أو تعرضت للضياع بفعل
الزمن ،وقد لعل إغفال املؤرخ ن لهذا ٔالامر راجع إ ى كون الناس
يدفنون ي ذاكر م املآﺳ اليومية ٔالاك ﺮ ً
ظالما ،ويحرصون ع ى أن
يسردوا ع ى أوالدهم وأنفسهم ،إال ما هو سار وإيجابي.
وملا كانت الوثائق ،بما تحتويه من موضوعات تاريخية
واجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية متنوعة ,تشكل بمجموعها
ً
تاريخيا ً
ً
مهما ,للباحث ن املتخصص ن ي الرجوع إل ا
مصدرا
والاستفادة من املعلومات الواردة ف ا فإن الوثيقة ال نناقشها ي
هذا البحث ي وثيقة محلية غ ﺮ منشورة كت ا شاهد عيان عن
وقائع وأحداث مهمة ي تاريخ إب ،هو القا محمد بن ع ي بن
املف ) (١لم نعرف الغرض من كتاب ا ،هل كانت ً
جزءا من تاريخ كان
يكتبه املؤلف ،أم عبارة عن مذكرات شخصية للكاتب ،أو صفحة
من مخطوطة أخرى جلدت مع هذا الكتاب.
اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ
التاريخية املعاصرة وإن أشارت إ ى املدينة باإلجمال ،نجدها ركزت
ع ى مدينة صنعاء وبعض املدن ال كان لإلمام املنصور وٕالامام
املتوكل وجود ف ا.
اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﺗﻨﺎوﻟﺘﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ
دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ .ﻣُﺤﻜّﻤﺔ .رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ
تتناول الوثيقة حدث ن مهم ن وقعا ي مدينة إب أوائل القرن
العشرين ال كانت تخضع للحكم العثماني (٢)،وقد ذكرت املصادر
العثمانية أن اليمني ن عام ١٨٦٨م وع ى وجه الخصوص أبناء
مناطق عدن ،وإب ،وجبلة طلبوا من الحكومة العثمانية حماي م
من اعتداء ٔالاجانب )املقصود هنا ال ﺮيطاني ن الذين احتلوا عدن
سنة ،(١٨٣٩وأن الدولة العثمانية لم تستجب للطلب ي حينه
بسبب انشغالهم ي جزيرة )كريت( وكذلك وضع بريطانيا القوى ي
جنوب البحر ٔالاحمر "أفاد الخطاب الصادر من الباب العا ي ي ٢٥
شوال ١٢٨٤هـ )١٨٦٨/٢/١٩م( أن املعروض الذي قدمه متصرف
ً
ونظرا للظلم ؤالاعمال
اليمن واملتضمن أن أها ي عدن وجبلة وإب
التعسفية ال يتعرض لها ع ى يد ٔالاجانب ،فإ م ذكروا ي املحضر
الذي قدموﻩ والذي أرسل إ ى الباب العا ي مع ترجمته أنه إذا تم
قبول انضمامهم إ ى جانب الحكومة السنية فإ م سيقومون
بتسليم تلك ٔالاماكن بسهولة وكذلك املحررات ال بعث ا املتصرفية
وال تضمنت التداب ﺮ ال ينب ي اتخاذها ذا الخصوص .إال أن
الدولة العثمانية لم تستجب لذلك الطلب ع ى الرغم من اع ﺮاف
الباب العا ي بأن توسيع امللك ،وتكث ﺮ البالد ،وجلب املنافع ،أمور
مرغوب ف ا بشكل دائم والتداب ﺮ ال تتخذ واملسا ي ال تبذل ي
هذا الصدد يتمسك ا ،إال أن الحصول ع ى ما تؤمل منه الفائدة
ي مثل هذﻩ ٔالامور ينب ي أن يس ﺮ بموجب ما تقتضيه الحكمة،
بحيث ال يوقع ي مزالق وأضرار كب ﺮة ،ولذلك فقد وجدت الحاجة
لبيان بعض املحاذير ي هذا الصدد ،من ذلك إبراز الحاجة إ ى القوة
العسكرية لتسهيل أمر ربط ٔالاماكن املذكورة إ ى املنطقة التالية
وإلحاقها ا والحقيقة أنه كما ال يحتاج ٔالامر إ ى زيادة بيان فإن
الدولة العلية ي هذﻩ الف ﺮة منشغلة بمسألة كريت وأن ٔالامور
السياسية ف ا ي هذﻩ الف ﺮة تس ﺮ ببطء شديد ولذلك فليس من
املصلحة ٓالان القيام بما ينتج غوائل ومشكالت ي مناطق أخرى من
)(٣
الدولة".
وإذ ساعد افتتاح قناة السويس ١٨٦٩م ع ى تسهيل عودة
العثماني ن إ ى اليمن ،فقد ساعد م ٔالاوضاع املضطربة ي اليمن
خالل العقود السابقة لعود م واملتمثلة ي ظهور عدد كب ﺮ من
ي عموم اليمن .وقد
ٔالائمة الضعفاء واملتصارع ن وانتشار الفو
تم الحكم العثماني لليمن خالل هذﻩ الف ﺮة باستحداث أمور ال
عهد لليمن ا ،فنظمت والية اليمن وذلك بتقسيمها إ ى أربعة ألوية
ً
ي) :صنعاء – عس ﺮ – الحديدة – تعز( ,يتبع كال م ا عدد من
)(٤
القضوات والنوا ي ع ى رأسها الوا ي ي مركز الوالية صنعاء،
كذلك تم تشكيل مجلس إلدارة الوالية برئاسة الوا ي وأربعة من
العلماء يتم انتخا م ،وآخرين يتم تعيي م بحكم وظائفهم.
ISSN: 2090 – 0449
خالل البحث عن املخطوطات اليمنية املوجودة لدى بعض
ٔالاسر اليمنية املشهورة باهتمامها باملخطوطات ي مدينة إب ,التقيت
باألخ عبد ٕالاله املف الذي أبدى استعدادﻩ الستضاف ي بيته
للتعرف ع ى ما تملكه ٔالاسرة من مخطوطات مختلفة توار ا
وإخوانه عن آبائه ،وقد استضاف مع أخيه ٔالاستاذ أحمد املف ،
وعرضا ع ي بعض املخطوطات املوجودة لد م لالطالع عل ا ،وقد
ملست ف م الاهتمام الواضح ذا ٔالامر حيث يقومان ً
حاليا بحفظ
املخطوطات ً
رقميا ،ووعداني ب ويدي بما أحتاجه بأي موضوع مما
يتوافر لد م .وهنا أوجه الشكر الجزيل لهما ع ى ما أبداﻩ من تعاون
م ي ب ويدي نسخة من الوثيقة.
وبينما أنا أتصفح مخطوطة تحوي "القوان ن الشرعية ؤالاحكام
العدلية" وجدت الوثيقة موضوع الدراسة ب ن إحدى صفحا ا ي
إحدى ٔالاوراق املرفقة بالكتاب إ ى جانب أوراق أخرى غ ﺮ مكتوبة،
ولم تكن الوثيقة مرقمة ضمن ترقيم صفحات الكتاب ولك ا كانت
موجودة ضمن الصفحات البيضاء ال توضع فواصل ب ن الفصول
ؤالابواب.
ً
تتضمن الوثيقة حدث ن مهم ن حدثا ي إب خاصة ،و ي اليمن
عامة ي أوائل القرن العشرين؛ الحدث ٔالاول) :املجاعة( ال أصابت
عموم اليمن ومات م ا مئات ٓالاالف من اليمني ن .والحدث الثاني:
ثورة اليمني ن ضد الدولة العثمانية بزعامة ٕالامام املنصور محمد
بن حميد الدين ،وخلفه ابنه ٕالامام املتوكل يح وال عمت
مختلف أنحاء اليمن .وترجع أهمية الوثيقة إ ى أ ا الوحيدة ال
وصفت املجاعة وحصار القبائل ملدينة إب ،فأغلب املصادر
دراﺳﺎت
א
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠١٢
١٠
ٔ
عارف الرعوي ،االوضاع العامة لمدينة إب...
وال عثماني وظل ي اليمن بعد خروج
بك ،والذي كان آخر ٍ
)(٩
العثماني ن سنة .١٩١٨
ﻧﺺ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ
)(١٠
دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ .ﻣُﺤﻜّﻤﺔ .رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ
لثالثة ي شهر شوال سنة ١٣٢١هـ ابتدأ الفناء بمدينة
إب (١١)،وصار وصول أها ي ب سرحة (١٢)،وأها ي حبيش (١٣)،ومن
بالد العدين (١٤)،واجتمعت ٔالاعراب بسوق املدينة من كل فج
عميق ،ووقع م الفناء واملوت ،ومازالت الجنائز عن كل يوم
عشرين ،وثالث ن ،وبلغ سبعة وأربع ن ما صار دفنه بيومه ،وما بقي
إ ى اليوم الثاني ،ومازال الدفن كل يوم ع ى تلك الصورة من شهر
شوال سنة ١٣٢١هـ إ ى ان اء شهر الخ ﺮ -أع شهر شعبان املكرم -
من سنة ١٣٢٢هـ (١٥)،ح ن بلغ جملة الوفيات إ ى عشرة ألف نفوس
ودفنوا باملجان) (١٦خارج مدينة إب املحروسة باهلل تعا ى ،ومن بعد
خف الفناء إ ى شهر القعدة سنة١٣٢٢هـ (١٧)،وصارت الجنائز كل
يوم من خمسة إ ى ستة أنفار.
)(١٨
و ي رابع يوم خلت من شهر محرم الحرام سنة ١٣٢٣هـ ،وقع
محاصرة املدينة من طرف ٔالاشقياء ,وبذلك اليوم َ
تكون) (١٩القا
ع ي عبدﷲ الفال ي (٢٠)،ومكلف من املشرق (٢١)،ومهيوب قحطان،
وابن الصبل .و ي اليوم الثالث ار ٔالاحد َ
تكونت زوجة صالح
املشر ي بعد طلوع الشمس ،وامتد الحرب ب ن أها ي املدينة ،وب ن
ٔالاشقياء البغاة ،املدع ن النصر والجهاد ،مع مقدم م الشقي السيد
ً
منعوما بنعمة الدولة العلية
عبد ﷲ ابن إبراهيم (٢٢)،الذي كان
العثمانية ،شيد ﷲ أركا ا ،ونصر عساكرها ،وكان السيد املذكور
باش كاتب محكمة شرعية الوالية الجليلة ،وبعدﻩ نائب الشرع
بقضاء كوكبان (٢٣)،وخالف السنة وٕالاجماع ،وصار من جملة
ً
مقدما إ ى اليمن.
ٔالاشقياء املخالف ن ع ى الدولة العلية ،وصار
وتبعوﻩ بالشقاوة مشايخ بعدان) (٢٤والذين هم عبدﷲ بن سعيد
الدعيس ،وابن أخيه حسن بن محمد (٢٥)،ومحمد بن حسن
البعداني) (٢٦وجماعته ،ومحمد بن محمد خشافه) (٢٧وجماعته،
هؤالء املباشرين ملحاصرة املدينة ،الذين قد ظهر شقاو م ورماي م
)(٢٨
إ ى املدينة ،أوالد نا ي ومحمد بن مرشد ذياب ،وحمود الحدأي،
)(٢٩
وتابعهم املتوطن ن بالبالد من قبائل ذو محمد وذو حس ن
وخوالن) (٣٠وغ ﺮهم.
ً
ومازال)َ (٣١
ممتدا إ ى املدينة .وشرعت بالذي تقدم
الح َر ُب م م
ف م الكون قبل تعداد أهل الب ي ،فذلك عن السهو والخطأ،
وشرعت بذكر املجروح ٔالاول بيوم السبت ،واملجروحة الثانية بيوم
ٔالاحد لعله ٥محرم١٣٢٣م) (٣٢واستمرار الحرب إ ى قبل صالة الظهر
من اليوم املذكور ،قتل أحد أفراد الضبطية محمد قاسم دحامي،
ً
ً
ً
مقتوال ً
وعدوانا عند قبة الج اوي رحمه ﷲ .ثم
ظلما
شهيدا
وصار
صار جرح ابن الضراب باب الجامع ،وجرح من أفراد الضبطية
املرتب ن باملعقبة محمد بن عبدﷲ ال م ،ثم جرح عايض ابن
غيالن ،وجرح من أحد الفقراء وأحد مشر ي برأس الجاءﻩ (٣٣)،و ي
ذلك اليوم استشهدت زينب بنت سعيد امليتم ،و ي اليوم الثاني
ISSN: 2090 – 0449
كما قامت الدولة العثمانية سنة ١٨٧٦م بإدخال الطباعة إ ى
اليمن وإصدار أول صحيفة ،وتوسيع الطرقات لنقل املدافع،
وإدخال السلك )التلغراف( ،وإدخال نظام ٕالادارة ؤالارشفة ،وإنشاء
سلسلة من املدارس الابتدائية والسلطانية ،وأسسوا مدارس
عسكرية ي صنعاء ،وتعز ،والحديدة وأخذ بعض الطالب إ ى
استانبول للدراسة ،وإتاحة التمثيل البلدي والتمثيل ال ﺮملاني
لليمني ن.
وع ى الرغم من سهولة سيطرة الدولة العثمانية ع ى اليمن،
فإن تثبيت مركزها قد تطلب م ا إرسال حمالت عسكرية إ ى
مختلف املناطق ,ونشر حاميات ي أهم املدن واملراكز ،واجهت
خالله مقاومة شديدة من اليمني ن وكلفها هذا الكث ﺮ من العتاد
والقوات (٥)،وما حصل من استقرار نس يرجع الفضل فيه إ ى
السياسة املرنة لبعض الوالة العثماني ن.
لكن ي سنة ١٨٩٠م١٣٠٧ /هـ أعلن السيد محمد بن يح
حميد الدين إمامته ي صعدة وتلقب باملنصور ،وخالل عام واحد
تمكن من السيطرة ع ى معظم املناطق شمال صنعاء بل تعرضت
صنعاء نفسها للحصار ،وعملت الدولة العثمانية ع ى إرسال قوات
ملواجهة املقاومة اليمنية بقيادة املش ﺮ أحمد في الذي أتى للمرة
الثالثة ١٣٠٩هـ ١٩٠٤/م ولكنه لم يتمكن من تحقيق نصر حاسم
ع ى املقاومة اليمنية ي املناطق الشمالية لعوامل عديدة أهمها
)(٦
الطبيعة الجبلية للمناطق الشمالية.
و ي سنة ١٣٢٢هـ١٩٠٤/م تو ي ٕالامام املنصور ي )قفلة عذر(
شمال صنعاء وخلفه ابنه ٕالامام يح بن محمد حميد الدين الذي
تلقب باملتوكل – والذي واصل قيادة املقاومة ضد العثماني ن-
وتمكن من إسقاط معظم املدن الشمالية ،و ي نفس العام ً
أيضا
تمكن من حصار العاصمة صنعاء ودخولها ولكنه خرج م ا عند
باشا ،الذي
اق ﺮاب الجيش العثماني الكب ﺮ بقيادة أحمد في
تمكن من استعادة بعض املناطق الهامة شمال صنعاء بعد تكبدﻩ
ً
عاجزا أمام حصن شهارة مقر قيادة ٕالامام
خسائر فادحة ،ووقف
يح (٧).مما اضطر الحكومة العثمانية إ ى اعتماد سياسة ال دئة
بتعي ن بعض الوالة الذين لهم خ ﺮة باليمن كالفريق حسن تحس ن
باشا (٨)،الذي اع ﺮف بالوضع الخاص لإلمام يح ،غ ﺮ أنه بعزله
وتعي ن محمد ع ي باشا ً
خلفا له ،عادت سياسة العنف ،فتجددت
الثورة مرة أخرى ي عام ١٣٢٩هـ١٩١١/م وحوصرت العاصمة
صنعاء.
وع ى الرغم من إرسال الحكومة العثمانية رئيس ٔالاركان اللواء
أحمد عزت باشا ع ى رأس قوات كب ﺮة ،وتمكنه من فك الحصار
ع ى صنعاء ،فإن مسا ي السالم أثمرت بلقاء عزت باشا وٕالامام
يح ي قرية دعان شمال صنعاء ي مطلع شهر ذي القعدة
١٣٢٩هـ ٨ /أكتوبر١٩١١م ،تم عقد صلح دعان ،وتم إقرار الصلح
مع ٓالاستانة ،وغادر عزت باشا اليمن ،وخلفه نائبه محمود نديم
دراﺳﺎت
א
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠١٢
١١
ٔ
عارف الرعوي ،االوضاع العامة لمدينة إب...
جرحت بنت إسماعيل السروري ،واستشهد خدام الحاج أحمد
مج ي الساكن بالجاءﻩ رحمة ﷲ عل م.
ووقع أثر نفش) (٣٤من الرصاص بالسيد أحمد بن عبدالرب
الغرباني (٣٥)،و ي آخر ار الجمعة لعله ١٠شهر محرم)َ (٣٦
تكون ع ي
بن ع ي كليب ،خادم حضرة موالنا العالمة نائب قضاء إب ،ووقعت
الرصاصة بساق رجله ،و ي ليلة السبت الساعة الثالثة من الليل
َ
تكون مصلح الشرا ي املقوت بطعنة.
و ي يوم الثلوث أول ساعة املوافق ١٤محرم ١٣٢٣هـ (٣٧)،وقع
صعود أها ي مدينة إب إ ى قرية الغربة (٣٨)،ووقع خراب وحريق
بالقرية املذكورة إ ى بعد صالة الظهر ،حلق ٔالاشقياء بالغربة ع ى
أها ي املدينة من الجهات ,وأحاطوا م وسط القرية ،وثار الحرب
ب ن الطرف ن ،واستشهد مصلح بن محمد مصلح الخوالني ،وابن
أخيه حس ن بن محسن بن محمد مصلح ،وابن الجراش رحمة ﷲ
عل م أجمع ن ،وصار قطع رؤوسهم بيد ٔالاشقياء البغاةَ ،
وتكونت
بنت قاسم إدريس ي تلك الحرب.
ع ي عبدﷲ
و ي صبح السبت لعله ١٨محرم تو ي القا
الفال ي بالجرح املذكور ودفن ي باب الس من جهة الغرب والباب
مفتحه شر ي.
)(٣٩
و ي ار الجمعة لعله ٣شهر صفر الخ ﺮ سنة ١٣٢٣هـ
وصلت العساكر السهانه) (٤٠إ ى قرية دار الشرف (٤١)،ودخلوا إ ى
مدينة إب ار السبت لعله ٤صفر الخ ﺮ سنة ١٣٢٣هـ (٤٢)،وجلسوا
)(٤٣
من ار السبت إ ى ار الربوع لعله ٧صفر الخ ﺮ سنة ١٣٢٣هـ،
وتقدموا إ ى مخالف بعدان ،وكان معهم جماعة من العرب ،م م
الشيخ أحمد بن مصلح شمالن) (٤٤وجماعته من صهبان ،والشيخ
منصور بن نصر) (٤٥وجماعته ،والشيخ محمد بن عبدالوهاب بن
قاسم) (٤٦وجماعته ،والشيخ محمد عبدالواحد) (٤٧وجماعته ،ووقع
من جماعة الشيخ مصلح ومن إليه الرجوع عن الحرب والخديعة
)(٤٨
م م لرجوع.
ISSN: 2090 – 0449
كما ذكرنا سابقا أن املخطوطة تناولت حادثت ن همأ :الاو ى:
حادثة املجاعة ال أصابت اليمن ،والثانية :هو الثورة ضد
العثماني ن ،وسوف نعطي هنا ملحة عن الحدث ن.
-١موضوع املجاعة:
عانت اليمن من ويالت املجاعات مثل غ ﺮها من البلدان
ُ
ٕالاسالمية ي مختلف العصور .ويقصد باملجاعة حالة ش ّح الغذاء أو
عدمه ال تعان ا جماعة بشرية معينة وما قد ينجم ع ا من موت
أو مرض ،وكذلك ما قد تؤدي إليه من آثار سياسيـة ،واقتصادية،
واجتماعية .وللمجاعات كما هو معلوم أسباب متعددة ،طبيعية
وبشرية ،وأهم أسبا ا الطبيعية القحط ،أي انحباس املطر أو تأخرﻩ
عن موسم البذار ،مما ينتج عنه شح الغذاء وارتفاع سعر املعروض
منه إ ى ما فوق إمكانيات غالبية الناس ،وقد تتفاقم ٔالازمة من جراء
عوامل طبيعية أخرى مثل سقوط ال َ َﺮد وهبوب العواصف ،أو
هجوم الجراد وتدم ﺮﻩ للزروع واملحاصيل ،أو انتشار ٔالاوبئة
ؤالامراض الفتاكة .وأما ٔالاسباب البشرية فيقصد ا الحروب
والثورات والف ن.
وتتحدث الوثيقة ال ب ن أيدينا عن حاالت املوت الجماعية
ً
ال حدثت ي مدينة إب وذلك للقادم ن من خارجها بحثا عن ما
يسد جوعهم ،وكذلك من سكان املدينة ،فقد أشار الكاتب إ ى عدد
املوتى كل يوم ،وإجما ي املوتى خالل العام ،ومازال ٔالاجداد يتداولون
هذﻩ الحادثة ح يومنا الحاضر .ولهذﻩ املجاعة اعتبار ي تاريخ
اليمن ،فقد جاءت ي سياق تطور سياﺳ واجتما ي ع ى قدر كب ﺮ
من ٔالاهمية ،إذ حدثت ي أعقاب املواجهات ب ن العثماني ن وٕالامام
املنصور محمد حميد الدين ،وال ع ى إثرها تحول ٔالاها ي إ ى
الانضمام لإلمام املنصور ضد لحكومة العثمانية .وقد ازداد الوضع
غ ﺮ املستقر سوءا من جراء شدة املجاعة وتفاقمها .واستغل هذﻩ
ٔالاوضاع ٕالامام املنصور للتحريض ع ى الثورة ضد العثماني ن.
وإذا عدنا للمصادر التاريخية فسنجد أ ا تطرقت إ ى هذﻩ
املجاعة ال شملت معظم املناطق ي اليمن ي عام ١٣٢١هـ حيث
سيطرت املجاعة وعم البؤس ،فكانت سنة ي حياة ٔالاها ي من
أحلك السنوات وأعسرها ع ى ٕالاطالق إ ى حد أكل جثث املوتى .فقد
ذكر الواس ي تفاصيل املجاعة وأرجع أسبا ا إ ى قلة ٔالامطار ،وك ﺮة
الف ن ،والصراع ب ن ٕالامام املنصور والعثماني ن الذين كانوا يقومون
بأخذ الحبوب من الناس بالقوة" ،وعم الجوع جميع اليمن بسبب
الف ن وباملحاصرات ترك الزارع الزراعة وارتفعت ٔالامطار وٕالامام
أيدﻩ ﷲ أخرج لجميع القبائل الحبوب من بيت املال ملحاصرة
ٔالاتراك ومات البقية ً
جوعا ،إال َمن له أجل ممدود وخلت من اليمن
قرى كث ﺮة مات أهلها من الجوع .م ا بالد العة ي الشمال الغربي
من صنعاء مسافة يوم ن مات أهلها ً
جوعا و ي آنس وتعز وإب الذين
مات م م أحد وستون ً
ألفا و ي جبلة وما حولها ١٣ألف نفس ،و ي
خوالن كانوا يأكلون الت ن بعد طحنه ،ومات ي قرية القابل خارج
صنعاء ١٦مائة غ ﺮ الذين ماتوا ي سائر القرى حول صنعاء ،ومات
من أهل صنعاء ي قضاء كوكبان ؤالاك ﺮ ي قاع الرجم واملحويت
٥٠٠٠نفس ووجد ي وادي سهام ع ى قارعة الطريق ً ٥١
نفسا
موتى.
و ي حال املحاصرة لصنعاء أمر الوا ي البوليس وطائفة من
الجند أن يهجموا ع ى بيوت التجار ؤالاعيان من أهل صنعاءَ ،ومن
ً
منظورا إليه باليسار أن يأخذوا ما لديه من الحبوب ألجل
كان
عساكر الدولة ،وأخذ كل ء يؤكل وعادة أهل اليمن قاطبة املدن
وغ ﺮها كل بيت يخ لنفسه ويدخر الحبوب لقدر حاجته ،نعم
فهجم البوليس ع ى بيوت كث ﺮة من أهل صنعاء وأخذوا كل ما
وجدوا وكسروا ٔالابواب وأهانوا أهلها ،وكان بعض املأمورين ي إجراء
هذﻩ الوظيفة يشرب الخمر ً
جهرا وكانوا يأخذون ما وجدوا من
ً
ً
ً
إبال ،أو ً
الحيوانات ً
دجاجا ،أو حم ًﺮا ،أو خيال ،وكانوا
غنما ،أو
بقرا أو
يذبحو ا وتأكلها العسكر ،فلما اشتد الحصار أكل العسكر ما
دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ .ﻣُﺤﻜّﻤﺔ .رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ
اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺘﻬﺎ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ
دراﺳﺎت
א
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠١٢
١٢
ٔ
عارف الرعوي ،االوضاع العامة لمدينة إب...
دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ .ﻣُﺤﻜّﻤﺔ .رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ
ً
جوعا فال يلتفت إليه ،وكذا الولد لوالدﻩ والعكس ال قوة إال باهلل
وبعضهم رغب عن طفله ألنه لم يجد ما يطعمه وسيبه) (٥٣ي بعض
)(٥٤
الشوارع".
كيف تمت مواجهة ٔالازمة:
لم نجد ي املصادر التاريخية ما يفيد عن ان اء ٔالازمة إال
القليل ،فقد ذكر العر وصول بواخر محملة بالحبوب من
ً
طعاما إ ى
الحبشة والسودان" و ي ٓالاخر جاءت بواخر مملوءة
)الحديدة( قادمة من الحبشة والسودان ,فسلم من بقي فيه رمق
الحياة أو دماء" (٥٥)،لكن لم يشر إ ى َمن الذي أتى بالبواخر ،لكن
الواس ي يوضح لنا أن التجار استوردوها من الحبشة والسودان
"ومن نعم ﷲ الجليلة وأياديه الجزيلة ملا اشتد القحط والجوع
ً
طعاما إ ى الحديدة من الحبشة والسودان،
خرجت بواخر مملوءة
وذلك أن التجار الذين بالحديدة كتبوا لجلب الطعام فحصل للناس
بذلك غوث عظيم ،ومن هنالك كانت ترحل القبائل من الحديدة إ ى
سائر محالت اليمن ،ولوال ذلك كان الناس هلكوا مرة واحدة ولم
تبق لهم باقية" (٥٦).ولم نجد ي املصادر ال ب ن أيدينا إشارة إ ى أي
ً
دور للحكومة العثمانية ي حل املشكلة ،وربما سيتضح مستقبال ي
حال وجود وثائق تش ﺮ إ ى ذلك.
-٢حصار القبائل ملدينة إب:
تناول الكاتب ي اغلب سطور الوثيقة تفاصيل حصار القبائل
ملدينة إب من أسماء قادة الحصار -والذين كان أغل م من بعدان -
وأسماء القت ى ،كما حرص أن يشبه القبائل باألعراب ،وظهر تح ﻩ
للدولة العثمانية ،وهذا الحصار كان ع ى أثر ان اء املجاعة ،وهو ي
إطار الثورة ال قادها ٕالامام املنصور محمد ضد العثماني ن ومن
بعدﻩ ابنه ٕالامام يح .فمنذ اعالن السيد محمد بن يح حميد
الدين إمامته ي صعدة وتلقب باملنصور عام١٣٠٧هـ١٨٩٠ /م
بدأت املقاومة اليمنية ضد العثماني ن تشتد بالرغم من ف ﺮة الهدوء
النس ال حدثت إثر عود م إ ى اليمن ،وكان ذلك يرجع إ ى
أسباب عديدة أهمها :فساد العثماني ن ،وارتكا م أعمال مخالفة
للشريعة ٕالاسالمية ،كما ذكر ذلك املؤرخون اليمنيون "وسبب ثورة
أهل اليمن ع ى ٔالاتراك شدة الظلم والاستحالل للمحرمات ،وترك
ما أمر ﷲ به من الواجبات وارتكاب املعا والفجور ،وظهور الب ي
وشرب الخمور .وكان القائم مقام أو غ ﺮﻩ من املأمورين إذا خرج ألي
قضاء أو ناحية ألخذ ٔالاعشار أخذ ما قدر ع ى تحصيله لنفسه ولم
يساعد ع ى كتب سند ما أخذ م م ثم يرجع لحكومته ،ويقول لم
يدفعوا ً
شيئا ثم تأمر الحكومة ل م وخراب بيو م وإحراقها ،وإذا
وصلت العساكر النظام إ ى قرية تعدت ع ى عرض الحريم ويتظاهر
)(٥٧
املأمورون بأن أهل اليمن أشقياء".
وذكر املؤرخون أن الوا ي العثماني أحمد مختار باشا عند
استيالئه ع ى العاصمة بدأ بجمع ٔالاموال "طلب الوا ي الدفاتر
ملعرفة العشور اليمانية وأنه ليس له طمع ي والية اليمن بل ل ﺮبية
العصاة املتمردين ،ثم قبض الوا ي الدفاتر وبعد قبضها شكل
ISSN: 2090 – 0449
وجدوا من الحيوانات ال ال تؤكل مثل الكالب والقطط ال لها
)(٤٩
أسماء كث ﺮة تسم ي اليمن بالدم".
كما وصف املجاعة العر فذكر " ي تلك السنة وقعت مجاعة
عظيمة وخلت قرى كث ﺮة من سكا ا فأهل بالد العة ي الشمال
ً
جوعا .و ي
الغربي من صنعاء ع ى مسافة يوم ن م ا ,مات أهلها
آنس وتعز وإب مات واحد وستون ألف نسمة .و ي جبلة وما حولها
ثالثة عشر ً
ألفا .و ي خوالن كان أهلها يأكلون الت ن بعد طحنه .ومات
ي قرية القابل ,خارج صنعاء ألف وستمائة ,ماعدا الذين ماتوا ي
سائر القرى حول صنعاء .ومات من أهل صنعاء ي قضاء كوكبان
ؤالاك ﺮ ي قاع الرجم( واملحويت نحو خمسة آالف نفس ،ووجد ي
وادي سهام ع ى قارعة الطريق ً ٥١
ميتا.
وملا اشتد الحصار ع ى ٔالاتراك الذين ي صنعاء أخذ العسكر
بأكل كل ما تقع عليه أيديه من الحيوانات ال يمكن أن تؤكل ,مثل
الكالب والقطط ) ,وتسم ّ
الدم ي اليمن( ومات عدد جم من
عسكر ال ﺮك ،وذبح بعضهم ً
فرسا وادخر لحمها لنفسه وأهله ثم باع
قطعة م ا بأربعمائة ريال .واش ﺮى بعضهم ً
ً
طعاما بستمائة
قدحا
ً
)(٥٠
ريال ،وباع بعضهم صاع ن من الخ بسبعة وعشرين رياال".
أما زبارة؛ ف ﺮجع أسباب املجاعة إ ى قلة ٔالامطار ،نتيجة تراكم
الذنوب ،وتعاظم الخطايا "وف ا عظم البالء واشتد الغالء وقلت
ٔالامطار ،وغلت ٔالاسعار ،وتراكمت الذنوب ،وتعاظمت الخطايا
والعيوب ،والزال الناس يستغفرون ﷲ ي املساجد عقيب الصلوات
)(٥١
ويخرجون إ ى الجبانة لالستسقاء".
وقد بلغ من شدة املجاعة ظهور القسوة وانعدام التعاون ب ن
الناس ،لدرجة أن ارتكبت جرائم قاسية لقتل البعض أبناءهم
وتركهم ي الشوارع كما يذكر العر يذكر" :وذبح بعضهم خارج
صنعاء ابنته وأكلها .ووقع ي قلوب الناس القسوة ح أن الصديق
ً
جوعا ويضن عليه بكسرة من الخ ,ال بل ال
يرى صديقه يموت
ً
يلتفت إليه ويرى الوالد ولدﻩ يحتضر جوعا ,وال يمن عليه بلقمة من
الخ ,وكذا كان يقع للولد نحو والدﻩ وبعضهم رغب عن طفله ,ألنه
لم يجد ما يطعمه فكان يطلقه ي الشوارع" أما زبارة فيقول:
"وبلغت الشدة م ّ ا بالناس ،واستخف السم ن النحيف ،وازدرى
)(٥٢
ٔالامراء والك ﺮاء ؤالاغنياء ،باملسك ن الضعيف".
أما الواس ي؛ فأشار إ ى هذﻩ املمارسات بعد أن عرض أسعار
الحبوب "بلغ سعر الطعام ي صنعاء ربع صاع بريال ويسم ي
اليمن نفر بلغ سعرﻩ وهو ملء حفنة الرجل املتوسط ملء الكف ن،
وملا عدم الطعام اش ﺮى أحدهم بريال ونصف ،وذبح بعضهم ً
فرسا
وأدخر لحمها لنفسه وأهله وباع قطعة م ا بأربعمائة ريال ،واش ﺮى
بعضهم ً
ً
طعاما بستمائة ريال ،والقدح يعرف ي اليمن ملء
قدحا
التنكة أي قدر صفيحة الجاز مرت ن ،وباع بعضهم صاع ن من الخ
ً
بسبعة وعشرين رياال ،وغ ﺮ ذلك مما يطول ذكرﻩ مما يدهش
العقول ويحصل للسامع الذهول ،وبعضهم خارج صنعاء ذبح ابنته
وأكلها وحصل للناس قسوة عظيمة لصديق يرى صديقه يموت
دراﺳﺎت
א
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠١٢
١٣
ٔ
عارف الرعوي ،االوضاع العامة لمدينة إب...
حكومة وابتدأ ي استجالب قلوب العامة دون الخاصة ثم طرد أبناء
اليمن املوظف ن وشكل له مأمورين من ٔالاتراك ثم حصل
ٔالاموال" (٥٨).ولذلك فقد تمكن ٕالامام املنصور وخالل عام واحد من
السيطرة ع ى معظم املناطق شمال صنعاء بل تعرضت صنعاء
نفسها للحصار ،وعمل ع ى مراسلة املشايخ ؤالاعيان ي جميع
املناطق اليمنية لتحريضهم ضد الدولة العثمانية ،واستجاب له
)(٥٩
الكث ﺮ م م.
وعملت الدولة العثمانية ع ى إرسال قوات ملواجهة املقاومة
اليمنية بقيادة املش ﺮ أحمد في الذي أتى للمرة الثالثة ١٣٠٩هـ
١٩٠٤/م ووصل إ ى اليمن مع وفاة ٕالامام املنصور ي قفلة عذر
شمال صنعاء عام ١٣٢٢هـ١٩٠٤/م ،وخلفه ابنه ٕالامام يح بن
محمد حميد الدين -الذي تلقب باملتوكل -والذي واصل قيادة
املقاومة ضد العثماني ن وتمكن من إسقاط معظم املدن الشمالية،
و ي نفس العام ً
أيضا تمكن من حصار العاصمة صنعاء ودخولها،
ولكنه خرج م ا عند اق ﺮاب الجيش العثماني الكب ﺮ بقيادة أحمد
في باشا ،الذي تمكن من استعادة بعض املناطق الهامة شمال
ً
عاجزا أمام حصن شهارة
صنعاء بعد تكبدﻩ خسائر فادحة ،ووقف
مقر قيادة ٕالامام يح (٦٠)،ولكنه لم يتمكن من تحقيق نصر حاسم
ع ى املقاومة اليمنية ي املناطق الشمالية لعوامل عديدة أهمها
)(٦١
الطبيعة الجبلية للمناطق الشمالية.
أما ي إب فقد أرسل في باشا فرقة بقيادة غالب باشا ،إ ى
جانب جيش من اليمني ن من القبائل ال تقع إ ى الغرب والجنوب
من مدينة إب ،وتمكن من فك الحصار عن املدينة ومالحقة القبائل
)(٦٢
إ ى بعدان وإ اء الثورة.
ﺧﺎﺗﻤﺔ
اﻟﻬﻮاﻣﺶ:
ISSN: 2090 – 0449
* قدم هذا البحث إ ى "الندوة الدولية حول اليمن ي العهد العثماني" ،وال تمت
بالشراكة ب ن املركز الوط للوثائق بصنعاء ،ومركز ٔالابحاث للتاريخ والفنون
والثقافة ٕالاسالمية )أريسكا( ي اسطنبول ،ديسم ﺮ .٢٠٠٩
) (١القا محمد بن ع ي بن محمد بن ع ي املف :وبيت املف يرجع نس م
إ ى بيت الحبي ،من مواليد مدينة إب ،عمل مع العثماني ن أثناء حكمهم
الثاني لليمن ي مجال املالية ،إ ى جانب ٕالافتاء والتدريس ،تو ي ي ٧ربيع
١٣٣٣هـ .
) (٢خرج العثمانيون من اليمن عام ١٦٣٥م ،لك م تمكنوا من العودة إليه عام
ً
اسميا ،وظلوا ف ا ح تمكنوا
١٨٤٩م بخضوع منطقة املخالف السليماني
من الاستيالء ع ى صنعاء عام )١٢٨٩هـ ١٩٧٢ -م( ،غ ﺮ أن سيطر ا كانت
ً
ً
جنوبا إ ى
وتحديدا منطقة الضالع
تنحصر ي املناطق الشمالية من اليمن،
ً
عس ﺮ شماال .أما عدن واملناطق الشرقية فقد خضعت للسيطرة ال ﺮيطانية
إثر احتاللها لعدن ١٨يناير ١٩٣٨م.
) (٣صابان ،سهيل ،الجزيرة العربية؛ بحوث ودراسات من وثائق ٔالارشيف
العثماني واملصادر ال ﺮكية ،الرياض ،مكتبة امللك فهد١٤٢٦ ،هـ ،ص-٢٠٤
.٢٠٥
) (٤العمري ،حوليات العالمة الجرا ي ،دمشق دار الفكر١٩٩٢ ،م ،ص ٦٥,٥٥؛
العمري ،حس ن عبدﷲ ،تاريخ اليمن الحديث واملعاصر ،الطبعة الثانية،
دمشق دار الفكر٢٠٠١،م ،ص.١٩٤
) (٥العمري ،املرجع السابق ،ص.١٩٤
) (٦سالم ،سيد مصطفى ،تكوين اليمن الحديث – اليمن وٕالامام يح )١٩٠٤
– ١٩٤٨م( ،القاهرة ،دار ٔالام ن للنشر والتوزيع ،ط٤،١٩٩٣م ،ص. ٧٧
) (٧انظر :سيد ،املرجع السابق ،ص ٧٧-٧٥؛ الواس ي ،عبد الواسع بن يح ،
تاريخ اليمن املسمى فرجة الهموم والحزن ي حوادث وتاريخ اليمن،
القاهرة ،صنعاء ،مكتبة اليمن الك ﺮى١٣٤٦ ،هـ ،ص ٢٩٢؛ العمري ،املرجع
السابق ،ص ١٩٩,١٩٨؛ العمري ،املرجع السابق ،ص.٥٢
) (٨العمري ،املرجع السابق ،ص.١٩٩
) (٩سيد ،املرجع السابق ،ص.٢٣٩ - ٢٢٩
) (١٠يوافق ١٩٠٣/١٢/٢٢م.
) (١١مدينة إب :من أجمل مدن اليمن ،ذات أرض خصبة وهواء معتدل وتقع
ع ى رأس ربوة متصلة بمساقط جبل بعدان من غربي بعدان ،ويتصل بإب
من غرب ا مخالف الشوا ي ،ومن جهة الجنوب ذي جبلة وميتم ،ومن جهة
الشمال املخادر وحبيش )محمد بن أحمد الحجري ،مجموع بلدان اليمن
وقبائلها ،تحقيق وتصحيح ومراجعة ،إسماعيل بن ع ي ٔالاكوع ،صنعاء،
منشورات وزارة ٕالاعالم والثقافة ،مشروع الكتاب ،مج ,١ص.(٣١
) (١٢عزلة ي مديرية املخادر ع ى رأس جبل سمارة )الحجري ،املرجع السابق،
ص.(٤٨
) (١٣إحدى املديريات ال تقع إ ى الشمال الغربي من مدينة إب.
) (١٤العدين :بالد واسعة إ ى الغرب من إب وتنقسم إ ى عدة مديريات ي:
)العدين ،حزم العدين ،فرع العدين ،مذيخرة( .الحجري ،املرجع السابق،
مجـ ،٢صـ .٥٩٠
) (١٥يوافق ١٩٠٤/١١/٧م.
) (١٦جمع مجنة ،و ي القبور الجاهزة ال تحفر ي الصخر وتغلق أبوا ا
بالحجارة والاسمنت .
) (١٧يوافق ١٩٠٤/١١/٨م .
) (١٨يوافق ١٩٠٥/٣/١٠م
)ّ (١٩
تكون :بمع أصيب أو جرح .
دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ .ﻣُﺤﻜّﻤﺔ .رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ
ً
تقريبا،
عاشت اليمن تح َت الحكم العثماني ملدة أربعة قرون
بدأت ي القرن السادس عشر امليالدي ،وان ت عندما نالت اليمن
استقاللها عن الدولة العثمانية ي سنة .١٩١٨وقد تناولت هذﻩ
الدراسة ٔالاوضاع العامة ملدينة إب ي بداية القرن العشرين أثناء
الحكم العثماني ،وركزت ع ى ٔالاوضاع الصحية والسياسية
للمدينة ،وذلك من خالل وثيقة تنشر ألول مرة كت ا القا محمد
بن ع ي بن املف ،توثق لحادثت ن مهمت ن تعرضت لهما إب خالل
الف ﺮة )١٩٠٥ -١٩٠٣م( وهما ظاهرة الوفيات الجماعية ،وتعرض
املدينة للحصار من أبناء القبائل ي املناطق املجاورة.
دراﺳﺎت
א
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠١٢
١٤
ٔ
عارف الرعوي ،االوضاع العامة لمدينة إب...
دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ .ﻣُﺤﻜّﻤﺔ .رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ
للمصطلحات العثمانية التاريخية ،الرياض ،مكتبة امللك فهد
الوطنية١٤٢١،هـ٢٠٠٠/م.
) (٤١دار الشرف :قرية كانت تقع إ ى الجنوب من مدينة إب ي بداية الطريق
املتجهة إ ى جبلة وكانت تتبع مديرية جبلة ،واليوم أصبحت متصلة باملدينة
وتتبع مديرية املشنة.
) (٤٢يوافق ١٩٠٥/٤/٨م.
) (٤٣يوافق ١٩٠٥/٤/١١م.
) (٤٤من مشايخ عزلة صهبان ال تقع جنوب مدينة إب وتتبع مديرية السياني.
) (٤٥الشيخ منصور بن نصر بن حاميم الحاج ،ينتﻬ نسبه إ ى يافع ،ولد سنة
ً
ً
شاعرا بليغا ،تو ى عمالة
١٢٥٨هـ ي عزلة العنسي ن بمديرية ذي السفال،
ذي السفال ،له ديوان شعر ،تو ي عام ١٣٤٥هـ )ٔالاكوع ،محمد بن ع ي بن
الحس ن ٔالاكوع الحوا ي ،حياة عالم وأم ﺮ ،الطبعة ٔالاو ى ،مكتبة الجيل
الجديد ١٤٠٧،هـ١٩٨٧-م ،هامش ص .(١٨١
) (٤٦آل قاسم :من مشايخ مخالف الشوا ي بمديرية إب ،تو ي سنة ١٣٥١هـ.
)املقحفي ،املرجع السابق ،ج ،٢ص.(١٢٣٦
) (٤٧من مشايخ آل القاسم ي عزلة البحري ن مديرية إب.
) (٤٨لم نجد لها تكملة.
) (٤٩الواس ي ،املرجع سابق ،ص .٣٠١ – ٣٠٠
) (٥٠العر ،حس ن ،بلوغ املرام ي شرح مسك الختام ي من تو ى ملك اليمن
من ملك وإمام ،ص. ٨٧-٨٦
) (٥١زبارة ،محمد بن محمد ،أئمة اليمن ،تعز ،مطبعة النصر الناصرية،
١٣٨٢هـ – ١٩٥٢م ،ص.٣٩٢
) (٥٢زبارة ،املرجع السابق ،ص .٣٩٣
) (٥٣أي تركه.
) (٥٤الواس ي ،املرجع السابق ،ص.٣٠١
) (٥٥العر ،املرجع السابق.٨٥ ،
) (٥٦الواس ي ،املرجع السابق ،ص.٣٠٠
) (٥٧الواس ي ،املرجع السابق ،ص .٢٧٤
) (٥٨الواس ي ،املرجع السابق ،ص .٢٦
) (٥٩انظر :سالم ،سيد مصطفى ،وثائق يمنية دراسة وثائقية تاريخية ،الطبعة
الثانية ،دار الكتاب املصري.١٩٥٨ ،
) (٦٠انظر :سيد ،تكوين اليمن الحديث ،ص٣٥ - ٣٣؛ الواس ي ،ص٣٠٠؛
العمري ،تاريخ اليمن الحديث املعاصر ،ص ١٩٩,١٩٨؛ العمري ،املرجع
السابق ،ص.٥٢
) (٦١سيد ،املرجع السابق ،ص.٧٧
) (٦٢الاكوع؛ حياة عالم وأم ﺮ ،ص.٢٩٩ -٢٩٨
ISSN: 2090 – 0449
) (٢٠من مشايخ حبيش ،كذلك هم من سكان مدينة إب ،وكانوا يم نوان
القضاء )املقحفي ،إبراهيم أحمد ،معجم البلدان والقبائل اليمنية ،دار
الكلمة للطباعة والنشر والتوزيع١٤٢٢ ،هـ٢٠٠٢/م ،ج ،٢ص.(١٢٢٤
) (٢١كان يطلق ع ى أبناء املناطق الشمالية من اليمن أهل املشرق.
) (٢٢عبد ﷲ بن إبراهيم بن احمد إسحاق ،ينتﻬ نسبه إ ى ٕالامام القاسم بن
محمد ،ولد بصنعاء سنة١٢٧٨هـ أخذ العلم ع ى عدة من املشايخ ،عمل
مع العثماني ن ي سلك القضاء ،التحق باإلمام ي ي عند قيامه بالدعوة،
ووجهه إ ى إب ملحاصرة املدينة مع جيش من حاشد ومشايخ بعدان ،ولكن
ً
الجيش العثماني تمكن من فك الحصار عن املدينة ،ثم تو ى لإلمام أعماال
مختلفة ،ورافق محمد بن ٕالامام يح ي رحلته إ ى إيطاليا ،تو ي ٩شعبان
١٣٤٩هـ ) .زبارة ،محمد بن محمد ،نزهة النظر ي رجال القرن الرابع
عشر ،ص.(٣٦٨ - ٣٦٦
) (٢٣كوكبان :حصن ومعقل شه ﺮ يطل ع ى الشمال الشر ي ملدين شبام،
ومديرية من مديريات محافظة املحويت) .املقحفي ،ج ،٢ص.(١٣٥٧
) (٢٤بعدان :منطقة ومديرية من مديريات إب من أجمل مناطق اليمن وأخص ا
وأعدلها هواء .انظر) :الحجري :مجموع ،مرجع سابق ،مج ،١ص .(١٢٤
) (٢٥آل الدعيس :من مشايخ بعدان والشيخ حسن بن محمد بن سعيد
الدعيس ،ولد سنة ١٣٠٣هـ بقرية م ل سبا ببعدان ،كان أحد القادة
ٔالاذكياء ،وأحد زعماء ٔالاحرار املمتازين ،وأحد الساسة النبالء ،نابغة
عصرﻩ ،كان يتشيع لإلمام يح ضد ٔالاتراك وكان يرشد الرعايا بقوله :يا
رعايا سمنكم لكم ،بقركم لكم ،بركم لكم ،ويعدد أشياء كث ﺮة ع ى هذا
املنوال إشارة منه إ ى ظلم ٔالاتراك ،ويدعوهم إ ى طاعة ٕالامام وعدالته ،وإن
حقوقهم مصونة بقانون الشريعة املحمدية ،وملا ظهرت دعوة ٕالامام ي ي،
وبسط نفوذﻩ ،وقبض الحكم بيد من حديد ،وبخل شديد ،فكان الدعيس
هذا أول من تجرع الغصص وازدادت محنته معه مضاعفة ي والية ي ي بن
محمد عباس ،فإنه لقي منه عرف القربة من املهانة وعدم التقدير ملكانته
وألياديه السالفةٔ) .الاكوع ،حياة عالم وأم ﺮ ،هامش صفحة .(١٦٧-١٦٦
) (٢٦من مشايخ بعدان ينتسبون إ ى قرية بيت البعداني وكان م م وزراء ي عهد
الدولة الطاهرية.
) (٢٧من مشايخ عزلة ريمان جبل بعدان بمديرية إب.
) (٢٨من أعيان عزلة املقاطن جبل بعدان مديرية إب.
) (٢٩ذو محمد وذو حس ن من قبائل برط ) .الحجري ،املرجع السابق ،مج ،١
ص.(١٠٧
) (٣٠من أشهر قبائل اليمن ينسبون إ ى خوالن بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
إ ى حم ﺮ بن سبا) .الحجري ،املرجع السابق ،ص.(٣١٣
) (٣١كت ا ومازال وقمت بتصحيحها.
) (٣٢يوافق ١٩٠٥ /٣/١١م.
) (٣٣إحدى حارات مدينة إب القديمة تقع إ ى الجنوب الغربي من املدينة.
) (٣٤النفش املقصود ا هنا الشظايا.
) (٣٥من ذرية ٕالامام القاسم بن ع ي العياني ي إب )الحجري ،املرجع السابق،
ص.(٣٣
) (٣٦يوافق ١٩٠٥ /٣/١٨م.
) (٣٧يوافق ١٩٠٥/٣/٢٠م.
) (٣٨قرية تقع ع ى سفح جبل بعدان أول الطريق الصاعدة إ ى الجبل وأصبحت
اليوم متصلة بمدينة إب من شرقها.
) (٣٩يوافق ١٩٠٥/٤/٧م .
) (٤٠لم نعرف ما ي الكلمة لكن ربما يقصد الكاتب )السباهية( وتع :الخيالة أو
الفرسان ي الجيش العثماني .أنظر :سهيل صابان ،املعجم املوسو ي
دراﺳﺎت
א
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠١٢
١٥