Uploaded by arefalrawy

Ibb grad u 20. veku: Dokumentarna studija o uslovima i pobunama

‫ٔ‬
‫ﻋﺎرف اﻠﺮﻋﻮي‪ ،‬اﻻوﺿﺎع اﻠﻌﺎﻤﺔ ﻠﻣﺪﻳﻨﺔ إب‪...‬‬
‫دراﺳﺎت‬
‫<‬
‫<‬
‫<‬
‫<‬
‫<‬
‫<‬
‫]˘‪<hc<<Ì{flËÇπ<<Ì{⁄^√÷]<≈^ïÊ‬‬
‫‪<‡ËÜ{{é√÷]<·Ü{{œ÷]<Ì{{Ë]Çe<ª‬‬
‫>‪< >Ì{{{{{{{{ÈœÒ^mÊ<Ì{{{{{{{{â]ÖÅ‬‬
‫<‬
‫<‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻔ‪XY‬ﺓ ﺍﻟ‪ UV‬ﺷ(ﺪ‪QR‬ﺎ ﺍﻟﻴﻤﻦ ‪ 45‬ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻦ ﻣﻠﻴﺌﺔ‬
‫ﺑﺎﻮﺍﺩﺙ ﺍﳌ‪f‬ﺸﺎﺑﻜﺔ ﻓﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟ`ﺴ_‪ U‬ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻣﻨﺬ ﻋﻮﺩﺓ‬
‫ً‬
‫ﺭﺳﻤﻴﺎ ‪z‬ﻌﻮﺩ‪QR‬ﻢ ﺇ‪ xy‬ﺻﻨﻌﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ ‪ ١٨٤٩‬ﺇ‪QR xy‬ﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺛﻢ‬
‫‪ ،١٩٧٢‬ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺑﺎﺩﻋﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤ~ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫‪ƒ١٣٠٧‬ـ‪١٨٩٠/‬ﻡ ‡ﻣﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﺐ ﺑﺎﳌﻨﺼﻮﺭ ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻞ ﻋ‰‪x‬‬
‫ﺗﺤﺮﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻋ‰‪ x‬ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎ‹ﻲ ‪ 45‬ﺍﻟﻴﻤﻦ‪،‬‬
‫ﻭﻗﺪ ﺎﻥ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇﺏ ﻧﺼŽﺐ ‪ƒ 45‬ﺬﻩ ‪3‬ﺣﺪﺍﺙ ‪ 45‬ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‬
‫ﺃƒﻤ(ﺎ‪3‬ﻣﻨﻴﺔﻭﺍﻟ’ﻴﺔ‪،‬ﻭﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ‪ƒ45‬ﺬﺍﺍﻟﺒﺤﺚﺴﻠﻴﻂ‪3‬ﺿﻮﺍﺀ‬
‫ﻋﻠ—‪Q‬ﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻛﺘ“‪Q‬ﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ‰‪ 4‬ﺍﳌﻔ‪ UV‬ﻭﺟﺪ‪QR‬ﺎ ﺿﻤﻦ‬
‫ﺃﻭﺭﺍﻕﻣﺨﻄﻮﻃﺔ‪45‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎ‹ﻲﻭﺗﺆﺭﺥ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻟﻠﺴﻨﻮﺍﺕﻣﻦ‬
‫)‪ƒ١٣٢٣-١٣٢١‬ـ‪١٩٠٥ - ١٩٠٣ /‬ﻡ( ﺇﺫ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ‪3‬ﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻋﺎﺷ(ﺎﺃƒﻞﻣﺪﻳﻨﺔﺇﺏﺣŸﻥﻌﺮﺿﻮﺍﺇ‪xy‬ﺣﺎﺩﺛﺘŸﻥﻣ(ﻤﺘŸﻥﺣﺪﺛﺘﺎ‪45‬‬
‫ﺍﻟﻴﻤﻦƒﻤﺎ‪3:‬ﻭ‪:xy‬ﻇﺎƒﺮﺓﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕﺍ)ﻤﺎﻋﻴﺔﺍﻟ‪UV‬ﺑﻠﻐﺖ!ﻻﻑﺧﻼﻝ‬
‫ﺃﺷ(ﺮﻣﻌﺪﻭﺩﺓﻧ‪f‬ﻴﺠﺔﻣﺮﺽﺧﻄŸ‪،X‬ﺃﻭ‪z‬ﺴ‪¥‬ﺐﺍﳌﺠﺎﻋﺔﺍﻟ‪UV‬ﺣﺪﺛﺖ‪45‬‬
‫ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺧﻼﻝ ƒﺬﻩ ﺍﻟﻔ‪XY‬ﺓ ﻭﺍﻟ‪ UV‬ﻳﺮﺟﻊ ﺍﳌﺆﺭﺧﻮﻥ ﺃﺳﺒﺎ¦‪Q‬ﺎ ﺇ‪ xy‬ﻗﻠﺔ‬
‫‪3‬ﻣﻄﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ‪ª‬ﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻛ©‪X‬ﺓ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻌﺮﺽ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ‪45‬‬
‫ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﳌﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒﻌﺪﺍﻥ‪ ،‬ﻭﺣﺒŽﺶ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺨﺎﺩﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﻦ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﺬﻱﺗﺰﺍﻣﻦﻣﻊﻗﻴﺎﻡ‡ﻣﺎﻡﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺑﻦﻣﺤﻤﺪﺣﻤﻴﺪﺍﻟﺪﻳﻦﺗﻮ‪4545‬‬
‫)‪١٩‬ﺭ¯ﻴﻊ‪3‬ﻭﻝ‪ƒ١٣٢٢‬ـ‪٢/‬ﻳﻮﻧﻴﻮ‪١٩٠٤‬ﻡ(ﺑﺤﺼﺎﺭﺻﻨﻌﺎﺀﺛﻢﺧﻠﻔﻪﺍﺑﻨﻪ‬
‫ﻳﺤ~ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﺐ ﺑﺎﳌﺘﻮﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺻﻞ ﺣﺼﺎﺭﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺩﺧﻮﻟ(ﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠ—‪Q‬ﺎ ﺣ‪ ~V‬ﻣ‪4±‬ﺀ ﻗﻮﺍﺕ ﻋﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ‬
‫ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻴ‪ U²³‬ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺧﻤﺎﺩ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﳌﺪﻥﺍﻟ‪UV‬ﺳﻘﻄﺖ‪45‬ﺃﻳﺪﻱﺍﻟﻴﻤﻨﻴŸﻥ‪.‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ﺩﻗﻴﻘﺎ ﳌﺎ ﺣﺪﺙ ‪ 45‬ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ‬
‫ﻭﺻﻔﺎ‬
‫ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻟﻨﺎ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱﺧﻼﻝƒﺬﻩﺍﻟﻔ‪XY‬ﺓ‪،‬ﻭﻣﺎﺟﺮﻯ ﻓ—‪Q‬ﺎﻣﻦﺣﻮﺍﺩﺙﻗﺘﻞﻭﺇﺻﺎﺑﺎﺕ‬
‫ﺫﻛﺮƒﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺘ‰‪ x‬ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬
‫ً‬
‫ﺔﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔﺍﻟ‪UV‬ﺎﻥﺍﻟ¶ﺎﺗﺐﻣﺘﺤŸ‪µ‬ﺍﻟ(ﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻤﺮﺩﻭﺍﺿﺪﺍﻟﺪﻭﻟ‬
‫ﻣُﻘﺪَّﻣﺔ‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬ﻋﺎرف ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺮﻋﻮي‬
‫ﺃﺳﺘﺎﺫﺍﻟﺘﺎﺭﺦﺍﺪﻳﺚﻭﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺍﳌﺴﺎﻋﺪ‬
‫ﻗﺴﻢﺍﻟﺘﺎﺭﺦ –ﻠﻴﺔ!ﺩﺍﺏ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔﺇﺏ–ﺍ)ﻤ(ﻮﺭﺔﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ‬
‫ﻋﺎﺭﻑ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ‪3 ،‬ﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇﺏ ‪ 45‬ﺑﺪﺍﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻦ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ‪ -.‬ﺩﻭﺭﺔ ﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﺨﻴﺔ‪ -.‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱﻋﺸﺮ؛ﻳﻮﻧﻴﻮ‪.٢٠١٢‬ﺹ‪.١٥–٩‬‬
‫‪ISSN: 2090 - 0449‬‬
‫‪www.kanhistorique.org‬‬
‫ﲬﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ‪٢٠١٢ – ٢٠٠٨‬‬
‫‪ISSN: 2090 – 0449‬‬
‫اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد اﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫ﻳﺤﻔﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎ¸‪ U²‬ﻭ‪ª‬ﺟﺘﻤﺎ·‪ 4‬ﻟﻠﻴﻤﻦ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳌﺘﻐŸ‪X‬ﺍﺕ ﻭ‪‹ª‬ﻌﻄﺎﻓﺎﺕ ﺍﺎﺳﻤﺔ ﺍﻟ‪ UV‬ﺎﻥ ‪z‬ﻌﻀ(ﺎ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ‪ 45‬ﻧﻄﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﺦ ﺍﳌ`»‪ ،U²‬ﻓﻌ‰‪ x‬ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜŸ‪X‬ﺓ ﺧﻼﻝ‬
‫ƒﺬﻳﻦﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ‪3‬ﺧŸ‪X‬ﻳﻦﺣﻮﻝ ƒﺬﺍﺍﻟﺘﺎﺭﺦ‪،‬ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ‪z‬ﻌﺾﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ‬
‫ﺍ¼ﺎﺻﺔ ¦‪Q‬ﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﺦ ‪z‬ﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻀﻮﺀ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ƒﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ‬
‫ﻇﺎƒﺮﺗﺎﺍﳌﺠﺎﻋﺎﺕﻭ‪3‬ﻭ¯ﺌﺔﺍﻟﻠﺘﺎﻥﺎﻧﺘﺎﺑﻤﺜﺎﺑﺔﻟﻌﻨﺔﻋﺎ‹ﻰﻣ½‪Q‬ﺎﺍﻟﻴﻤﻦ‬
‫ﺧﻼﻝﻓ‪XY‬ﺍﺕﺍﻟﺘﺎﺭﺦﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬ﻭﻟ¿ﻥﺗﻤﻜﻨﺖ‪z‬ﻌﺾ‪3‬ﻣﻢﻭﺧﺎﺻﺔﺃﻭﺭ¯ﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺃﺷﻮﺍﻁ ‪z‬ﻌﻴﺪﺓ ‪ 45‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ƒﺎﺗŸﻥ ﺍﻟﻈﺎƒﺮﺗŸﻥ ً‬
‫ﻧﻈﺮﺍ ﳌﺎ ﺗﻮﻓﺮ‬
‫ﻟﺪ‪QÂ‬ﺎﻣﻦﻭﺛﺎﺋﻖﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪،‬ﻓﺈ‪QÃ‬ﻤﺎ– ﺃﻱﺍﻟﻈﺎƒﺮﺗﺎﻥﺩﺭﺍﺳ‪QÅ‬ﺎ‪45‬ﺍﻟﻴﻤﻦ‬
‫ﻟﻢ ﺗﺤﻈﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ‪ 45‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﺨﻴﺔ ﺍﺪﻳﺜﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﺳﺘ‪Æ‬ﻨﺎﺀ‪z‬ﻌﺾ‡ﺷﺎﺭﺍﺕﺍ¼ﻔﻴﻔﺔﻋ½‪Q‬ﻤﺎﺃﺛﻨﺎﺀﺍﺪﻳﺚﻋﻦﺍﻟﺘﺎﺭﺦ‬
‫ﺑﺼﻔﺔﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪ُ .‬ﻣﺤﻜّﻤﺔ ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫<‬
‫ﻣﻠﺨّﺺ‬
‫“^·<]÷‪ÌÈ≠Ö^j‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪٢٠١٢‬‬
‫‪٩‬‬
‫ٔ‬
‫عارف الرعوي‪ ،‬االوضاع العامة لمدينة إب‪...‬‬
‫ويعود ذلك إ ى الشح ي املادة التاريخية ي املقام ٔالاول ذلك أن‬
‫ً‬
‫صفحا عن ذكر ٔالاخبار املتعلقة‬
‫املصادر التاريخية اليمنية ضربت‬
‫باألوبئة واملجاعات باستثناء إشارات شاحبة وردت بشكل عفوي ي‬
‫بعض هذﻩ املصادر‪ ،‬كما أن معظم الروايات والشواهد التاريخية‬
‫طواها الزمن أو تم إتالفها ي خضم الصراعات الدموية ال‬
‫اندلعت ب ن مختلف القوى السياسية‪ ،‬أو تعرضت للضياع بفعل‬
‫الزمن‪ ،‬وقد لعل إغفال املؤرخ ن لهذا ٔالامر راجع إ ى كون الناس‬
‫يدفنون ي ذاكر م املآﺳ اليومية ٔالاك ﺮ ً‬
‫ظالما‪ ،‬ويحرصون ع ى أن‬
‫يسردوا ع ى أوالدهم وأنفسهم‪ ،‬إال ما هو سار وإيجابي‪.‬‬
‫وملا كانت الوثائق‪ ،‬بما تحتويه من موضوعات تاريخية‬
‫واجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية متنوعة‪ ,‬تشكل بمجموعها‬
‫ً‬
‫تاريخيا ً‬
‫ً‬
‫مهما‪ ,‬للباحث ن املتخصص ن ي الرجوع إل ا‬
‫مصدرا‬
‫والاستفادة من املعلومات الواردة ف ا فإن الوثيقة ال نناقشها ي‬
‫هذا البحث ي وثيقة محلية غ ﺮ منشورة كت ا شاهد عيان عن‬
‫وقائع وأحداث مهمة ي تاريخ إب‪ ،‬هو القا محمد بن ع ي بن‬
‫املف )‪ (١‬لم نعرف الغرض من كتاب ا‪ ،‬هل كانت ً‬
‫جزءا من تاريخ كان‬
‫يكتبه املؤلف‪ ،‬أم عبارة عن مذكرات شخصية للكاتب‪ ،‬أو صفحة‬
‫من مخطوطة أخرى جلدت مع هذا الكتاب‪.‬‬
‫اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‬
‫التاريخية املعاصرة وإن أشارت إ ى املدينة باإلجمال‪ ،‬نجدها ركزت‬
‫ع ى مدينة صنعاء وبعض املدن ال كان لإلمام املنصور وٕالامام‬
‫املتوكل وجود ف ا‪.‬‬
‫اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﺗﻨﺎوﻟﺘﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‬
‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪.‬ﻣُﺤﻜّﻤﺔ ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫تتناول الوثيقة حدث ن مهم ن وقعا ي مدينة إب أوائل القرن‬
‫العشرين ال كانت تخضع للحكم العثماني‪ (٢)،‬وقد ذكرت املصادر‬
‫العثمانية أن اليمني ن عام ‪١٨٦٨‬م وع ى وجه الخصوص أبناء‬
‫مناطق عدن‪ ،‬وإب‪ ،‬وجبلة طلبوا من الحكومة العثمانية حماي م‬
‫من اعتداء ٔالاجانب )املقصود هنا ال ﺮيطاني ن الذين احتلوا عدن‬
‫سنة ‪ ،(١٨٣٩‬وأن الدولة العثمانية لم تستجب للطلب ي حينه‬
‫بسبب انشغالهم ي جزيرة )كريت( وكذلك وضع بريطانيا القوى ي‬
‫جنوب البحر ٔالاحمر "أفاد الخطاب الصادر من الباب العا ي ي ‪٢٥‬‬
‫شوال ‪١٢٨٤‬هـ )‪١٨٦٨/٢/١٩‬م( أن املعروض الذي قدمه متصرف‬
‫ً‬
‫ونظرا للظلم ؤالاعمال‬
‫اليمن واملتضمن أن أها ي عدن وجبلة وإب‬
‫التعسفية ال يتعرض لها ع ى يد ٔالاجانب‪ ،‬فإ م ذكروا ي املحضر‬
‫الذي قدموﻩ والذي أرسل إ ى الباب العا ي مع ترجمته أنه إذا تم‬
‫قبول انضمامهم إ ى جانب الحكومة السنية فإ م سيقومون‬
‫بتسليم تلك ٔالاماكن بسهولة وكذلك املحررات ال بعث ا املتصرفية‬
‫وال تضمنت التداب ﺮ ال ينب ي اتخاذها ذا الخصوص‪ .‬إال أن‬
‫الدولة العثمانية لم تستجب لذلك الطلب ع ى الرغم من اع ﺮاف‬
‫الباب العا ي بأن توسيع امللك‪ ،‬وتكث ﺮ البالد‪ ،‬وجلب املنافع‪ ،‬أمور‬
‫مرغوب ف ا بشكل دائم والتداب ﺮ ال تتخذ واملسا ي ال تبذل ي‬
‫هذا الصدد يتمسك ا‪ ،‬إال أن الحصول ع ى ما تؤمل منه الفائدة‬
‫ي مثل هذﻩ ٔالامور ينب ي أن يس ﺮ بموجب ما تقتضيه الحكمة‪،‬‬
‫بحيث ال يوقع ي مزالق وأضرار كب ﺮة‪ ،‬ولذلك فقد وجدت الحاجة‬
‫لبيان بعض املحاذير ي هذا الصدد‪ ،‬من ذلك إبراز الحاجة إ ى القوة‬
‫العسكرية لتسهيل أمر ربط ٔالاماكن املذكورة إ ى املنطقة التالية‬
‫وإلحاقها ا والحقيقة أنه كما ال يحتاج ٔالامر إ ى زيادة بيان فإن‬
‫الدولة العلية ي هذﻩ الف ﺮة منشغلة بمسألة كريت وأن ٔالامور‬
‫السياسية ف ا ي هذﻩ الف ﺮة تس ﺮ ببطء شديد ولذلك فليس من‬
‫املصلحة ٓالان القيام بما ينتج غوائل ومشكالت ي مناطق أخرى من‬
‫)‪(٣‬‬
‫الدولة"‪.‬‬
‫وإذ ساعد افتتاح قناة السويس ‪١٨٦٩‬م ع ى تسهيل عودة‬
‫العثماني ن إ ى اليمن‪ ،‬فقد ساعد م ٔالاوضاع املضطربة ي اليمن‬
‫خالل العقود السابقة لعود م واملتمثلة ي ظهور عدد كب ﺮ من‬
‫ي عموم اليمن‪ .‬وقد‬
‫ٔالائمة الضعفاء واملتصارع ن وانتشار الفو‬
‫تم الحكم العثماني لليمن خالل هذﻩ الف ﺮة باستحداث أمور ال‬
‫عهد لليمن ا‪ ،‬فنظمت والية اليمن وذلك بتقسيمها إ ى أربعة ألوية‬
‫ً‬
‫ي‪) :‬صنعاء – عس ﺮ – الحديدة – تعز(‪ ,‬يتبع كال م ا عدد من‬
‫)‪(٤‬‬
‫القضوات والنوا ي ع ى رأسها الوا ي ي مركز الوالية صنعاء‪،‬‬
‫كذلك تم تشكيل مجلس إلدارة الوالية برئاسة الوا ي وأربعة من‬
‫العلماء يتم انتخا م‪ ،‬وآخرين يتم تعيي م بحكم وظائفهم‪.‬‬
‫‪ISSN: 2090 – 0449‬‬
‫خالل البحث عن املخطوطات اليمنية املوجودة لدى بعض‬
‫ٔالاسر اليمنية املشهورة باهتمامها باملخطوطات ي مدينة إب‪ ,‬التقيت‬
‫باألخ عبد ٕالاله املف الذي أبدى استعدادﻩ الستضاف ي بيته‬
‫للتعرف ع ى ما تملكه ٔالاسرة من مخطوطات مختلفة توار ا‬
‫وإخوانه عن آبائه‪ ،‬وقد استضاف مع أخيه ٔالاستاذ أحمد املف ‪،‬‬
‫وعرضا ع ي بعض املخطوطات املوجودة لد م لالطالع عل ا‪ ،‬وقد‬
‫ملست ف م الاهتمام الواضح ذا ٔالامر حيث يقومان ً‬
‫حاليا بحفظ‬
‫املخطوطات ً‬
‫رقميا‪ ،‬ووعداني ب ويدي بما أحتاجه بأي موضوع مما‬
‫يتوافر لد م‪ .‬وهنا أوجه الشكر الجزيل لهما ع ى ما أبداﻩ من تعاون‬
‫م ي ب ويدي نسخة من الوثيقة‪.‬‬
‫وبينما أنا أتصفح مخطوطة تحوي "القوان ن الشرعية ؤالاحكام‬
‫العدلية" وجدت الوثيقة موضوع الدراسة ب ن إحدى صفحا ا ي‬
‫إحدى ٔالاوراق املرفقة بالكتاب إ ى جانب أوراق أخرى غ ﺮ مكتوبة‪،‬‬
‫ولم تكن الوثيقة مرقمة ضمن ترقيم صفحات الكتاب ولك ا كانت‬
‫موجودة ضمن الصفحات البيضاء ال توضع فواصل ب ن الفصول‬
‫ؤالابواب‪.‬‬
‫ً‬
‫تتضمن الوثيقة حدث ن مهم ن حدثا ي إب خاصة‪ ،‬و ي اليمن‬
‫عامة ي أوائل القرن العشرين؛ الحدث ٔالاول‪) :‬املجاعة( ال أصابت‬
‫عموم اليمن ومات م ا مئات ٓالاالف من اليمني ن‪ .‬والحدث الثاني‪:‬‬
‫ثورة اليمني ن ضد الدولة العثمانية بزعامة ٕالامام املنصور محمد‬
‫بن حميد الدين‪ ،‬وخلفه ابنه ٕالامام املتوكل يح وال عمت‬
‫مختلف أنحاء اليمن‪ .‬وترجع أهمية الوثيقة إ ى أ ا الوحيدة ال‬
‫وصفت املجاعة وحصار القبائل ملدينة إب‪ ،‬فأغلب املصادر‬
‫دراﺳﺎت‬
‫‪‬א‪‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪٢٠١٢‬‬
‫‪١٠‬‬
‫ٔ‬
‫عارف الرعوي‪ ،‬االوضاع العامة لمدينة إب‪...‬‬
‫وال عثماني وظل ي اليمن بعد خروج‬
‫بك‪ ،‬والذي كان آخر ٍ‬
‫)‪(٩‬‬
‫العثماني ن سنة ‪.١٩١٨‬‬
‫ﻧﺺ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‬
‫)‪(١٠‬‬
‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪.‬ﻣُﺤﻜّﻤﺔ ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫لثالثة ي شهر شوال سنة ‪١٣٢١‬هـ ابتدأ الفناء بمدينة‬
‫إب‪ (١١)،‬وصار وصول أها ي ب سرحة‪ (١٢)،‬وأها ي حبيش‪ (١٣)،‬ومن‬
‫بالد العدين‪ (١٤)،‬واجتمعت ٔالاعراب بسوق املدينة من كل فج‬
‫عميق‪ ،‬ووقع م الفناء واملوت‪ ،‬ومازالت الجنائز عن كل يوم‬
‫عشرين‪ ،‬وثالث ن‪ ،‬وبلغ سبعة وأربع ن ما صار دفنه بيومه‪ ،‬وما بقي‬
‫إ ى اليوم الثاني‪ ،‬ومازال الدفن كل يوم ع ى تلك الصورة من شهر‬
‫شوال سنة ‪١٣٢١‬هـ إ ى ان اء شهر الخ ﺮ‪ -‬أع شهر شعبان املكرم ‪-‬‬
‫من سنة ‪١٣٢٢‬هـ‪ (١٥)،‬ح ن بلغ جملة الوفيات إ ى عشرة ألف نفوس‬
‫ودفنوا باملجان)‪ (١٦‬خارج مدينة إب املحروسة باهلل تعا ى‪ ،‬ومن بعد‬
‫خف الفناء إ ى شهر القعدة سنة‪١٣٢٢‬هـ‪ (١٧)،‬وصارت الجنائز كل‬
‫يوم من خمسة إ ى ستة أنفار‪.‬‬
‫)‪(١٨‬‬
‫و ي رابع يوم خلت من شهر محرم الحرام سنة ‪١٣٢٣‬هـ‪ ،‬وقع‬
‫محاصرة املدينة من طرف ٔالاشقياء‪ ,‬وبذلك اليوم َ‬
‫تكون)‪ (١٩‬القا‬
‫ع ي عبدﷲ الفال ي‪ (٢٠)،‬ومكلف من املشرق‪ (٢١)،‬ومهيوب قحطان‪،‬‬
‫وابن الصبل‪ .‬و ي اليوم الثالث ار ٔالاحد َ‬
‫تكونت زوجة صالح‬
‫املشر ي بعد طلوع الشمس‪ ،‬وامتد الحرب ب ن أها ي املدينة‪ ،‬وب ن‬
‫ٔالاشقياء البغاة‪ ،‬املدع ن النصر والجهاد‪ ،‬مع مقدم م الشقي السيد‬
‫ً‬
‫منعوما بنعمة الدولة العلية‬
‫عبد ﷲ ابن إبراهيم‪ (٢٢)،‬الذي كان‬
‫العثمانية‪ ،‬شيد ﷲ أركا ا‪ ،‬ونصر عساكرها‪ ،‬وكان السيد املذكور‬
‫باش كاتب محكمة شرعية الوالية الجليلة‪ ،‬وبعدﻩ نائب الشرع‬
‫بقضاء كوكبان‪ (٢٣)،‬وخالف السنة وٕالاجماع‪ ،‬وصار من جملة‬
‫ً‬
‫مقدما إ ى اليمن‪.‬‬
‫ٔالاشقياء املخالف ن ع ى الدولة العلية‪ ،‬وصار‬
‫وتبعوﻩ بالشقاوة مشايخ بعدان)‪ (٢٤‬والذين هم عبدﷲ بن سعيد‬
‫الدعيس‪ ،‬وابن أخيه حسن بن محمد‪ (٢٥)،‬ومحمد بن حسن‬
‫البعداني)‪ (٢٦‬وجماعته‪ ،‬ومحمد بن محمد خشافه)‪ (٢٧‬وجماعته‪،‬‬
‫هؤالء املباشرين ملحاصرة املدينة‪ ،‬الذين قد ظهر شقاو م ورماي م‬
‫)‪(٢٨‬‬
‫إ ى املدينة‪ ،‬أوالد نا ي ومحمد بن مرشد ذياب‪ ،‬وحمود الحدأي‪،‬‬
‫)‪(٢٩‬‬
‫وتابعهم املتوطن ن بالبالد من قبائل ذو محمد وذو حس ن‬
‫وخوالن)‪ (٣٠‬وغ ﺮهم‪.‬‬
‫ً‬
‫ومازال)‪َ (٣١‬‬
‫ممتدا إ ى املدينة‪ .‬وشرعت بالذي تقدم‬
‫الح َر ُب م م‬
‫ف م الكون قبل تعداد أهل الب ي‪ ،‬فذلك عن السهو والخطأ‪،‬‬
‫وشرعت بذكر املجروح ٔالاول بيوم السبت‪ ،‬واملجروحة الثانية بيوم‬
‫ٔالاحد لعله ‪ ٥‬محرم‪١٣٢٣‬م)‪ (٣٢‬واستمرار الحرب إ ى قبل صالة الظهر‬
‫من اليوم املذكور‪ ،‬قتل أحد أفراد الضبطية محمد قاسم دحامي‪،‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫مقتوال ً‬
‫وعدوانا عند قبة الج اوي رحمه ﷲ‪ .‬ثم‬
‫ظلما‬
‫شهيدا‬
‫وصار‬
‫صار جرح ابن الضراب باب الجامع‪ ،‬وجرح من أفراد الضبطية‬
‫املرتب ن باملعقبة محمد بن عبدﷲ ال م ‪ ،‬ثم جرح عايض ابن‬
‫غيالن‪ ،‬وجرح من أحد الفقراء وأحد مشر ي برأس الجاءﻩ‪ (٣٣)،‬و ي‬
‫ذلك اليوم استشهدت زينب بنت سعيد امليتم ‪ ،‬و ي اليوم الثاني‬
‫‪ISSN: 2090 – 0449‬‬
‫كما قامت الدولة العثمانية سنة ‪١٨٧٦‬م بإدخال الطباعة إ ى‬
‫اليمن وإصدار أول صحيفة‪ ،‬وتوسيع الطرقات لنقل املدافع‪،‬‬
‫وإدخال السلك )التلغراف(‪ ،‬وإدخال نظام ٕالادارة ؤالارشفة‪ ،‬وإنشاء‬
‫سلسلة من املدارس الابتدائية والسلطانية‪ ،‬وأسسوا مدارس‬
‫عسكرية ي صنعاء‪ ،‬وتعز‪ ،‬والحديدة وأخذ بعض الطالب إ ى‬
‫استانبول للدراسة‪ ،‬وإتاحة التمثيل البلدي والتمثيل ال ﺮملاني‬
‫لليمني ن‪.‬‬
‫وع ى الرغم من سهولة سيطرة الدولة العثمانية ع ى اليمن‪،‬‬
‫فإن تثبيت مركزها قد تطلب م ا إرسال حمالت عسكرية إ ى‬
‫مختلف املناطق‪ ,‬ونشر حاميات ي أهم املدن واملراكز‪ ،‬واجهت‬
‫خالله مقاومة شديدة من اليمني ن وكلفها هذا الكث ﺮ من العتاد‬
‫والقوات‪ (٥)،‬وما حصل من استقرار نس يرجع الفضل فيه إ ى‬
‫السياسة املرنة لبعض الوالة العثماني ن‪.‬‬
‫لكن ي سنة ‪١٨٩٠‬م‪١٣٠٧ /‬هـ أعلن السيد محمد بن يح‬
‫حميد الدين إمامته ي صعدة وتلقب باملنصور‪ ،‬وخالل عام واحد‬
‫تمكن من السيطرة ع ى معظم املناطق شمال صنعاء بل تعرضت‬
‫صنعاء نفسها للحصار‪ ،‬وعملت الدولة العثمانية ع ى إرسال قوات‬
‫ملواجهة املقاومة اليمنية بقيادة املش ﺮ أحمد في الذي أتى للمرة‬
‫الثالثة ‪١٣٠٩‬هـ ‪١٩٠٤/‬م ولكنه لم يتمكن من تحقيق نصر حاسم‬
‫ع ى املقاومة اليمنية ي املناطق الشمالية لعوامل عديدة أهمها‬
‫)‪(٦‬‬
‫الطبيعة الجبلية للمناطق الشمالية‪.‬‬
‫و ي سنة ‪١٣٢٢‬هـ‪١٩٠٤/‬م تو ي ٕالامام املنصور ي )قفلة عذر(‬
‫شمال صنعاء وخلفه ابنه ٕالامام يح بن محمد حميد الدين الذي‬
‫تلقب باملتوكل – والذي واصل قيادة املقاومة ضد العثماني ن‪-‬‬
‫وتمكن من إسقاط معظم املدن الشمالية‪ ،‬و ي نفس العام ً‬
‫أيضا‬
‫تمكن من حصار العاصمة صنعاء ودخولها ولكنه خرج م ا عند‬
‫باشا‪ ،‬الذي‬
‫اق ﺮاب الجيش العثماني الكب ﺮ بقيادة أحمد في‬
‫تمكن من استعادة بعض املناطق الهامة شمال صنعاء بعد تكبدﻩ‬
‫ً‬
‫عاجزا أمام حصن شهارة مقر قيادة ٕالامام‬
‫خسائر فادحة‪ ،‬ووقف‬
‫يح ‪ (٧).‬مما اضطر الحكومة العثمانية إ ى اعتماد سياسة ال دئة‬
‫بتعي ن بعض الوالة الذين لهم خ ﺮة باليمن كالفريق حسن تحس ن‬
‫باشا‪ (٨)،‬الذي اع ﺮف بالوضع الخاص لإلمام يح ‪ ،‬غ ﺮ أنه بعزله‬
‫وتعي ن محمد ع ي باشا ً‬
‫خلفا له‪ ،‬عادت سياسة العنف‪ ،‬فتجددت‬
‫الثورة مرة أخرى ي عام ‪١٣٢٩‬هـ‪١٩١١/‬م وحوصرت العاصمة‬
‫صنعاء‪.‬‬
‫وع ى الرغم من إرسال الحكومة العثمانية رئيس ٔالاركان اللواء‬
‫أحمد عزت باشا ع ى رأس قوات كب ﺮة‪ ،‬وتمكنه من فك الحصار‬
‫ع ى صنعاء‪ ،‬فإن مسا ي السالم أثمرت بلقاء عزت باشا وٕالامام‬
‫يح ي قرية دعان شمال صنعاء ي مطلع شهر ذي القعدة‬
‫‪١٣٢٩‬هـ‪ ٨ /‬أكتوبر‪١٩١١‬م‪ ،‬تم عقد صلح دعان‪ ،‬وتم إقرار الصلح‬
‫مع ٓالاستانة‪ ،‬وغادر عزت باشا اليمن‪ ،‬وخلفه نائبه محمود نديم‬
‫دراﺳﺎت‬
‫‪‬א‪‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪٢٠١٢‬‬
‫‪١١‬‬
‫ٔ‬
‫عارف الرعوي‪ ،‬االوضاع العامة لمدينة إب‪...‬‬
‫جرحت بنت إسماعيل السروري‪ ،‬واستشهد خدام الحاج أحمد‬
‫مج ي الساكن بالجاءﻩ رحمة ﷲ عل م‪.‬‬
‫ووقع أثر نفش)‪ (٣٤‬من الرصاص بالسيد أحمد بن عبدالرب‬
‫الغرباني‪ (٣٥)،‬و ي آخر ار الجمعة لعله ‪ ١٠‬شهر محرم)‪َ (٣٦‬‬
‫تكون ع ي‬
‫بن ع ي كليب‪ ،‬خادم حضرة موالنا العالمة نائب قضاء إب‪ ،‬ووقعت‬
‫الرصاصة بساق رجله‪ ،‬و ي ليلة السبت الساعة الثالثة من الليل‬
‫َ‬
‫تكون مصلح الشرا ي املقوت بطعنة‪.‬‬
‫و ي يوم الثلوث أول ساعة املوافق ‪ ١٤‬محرم ‪١٣٢٣‬هـ‪ (٣٧)،‬وقع‬
‫صعود أها ي مدينة إب إ ى قرية الغربة‪ (٣٨)،‬ووقع خراب وحريق‬
‫بالقرية املذكورة إ ى بعد صالة الظهر‪ ،‬حلق ٔالاشقياء بالغربة ع ى‬
‫أها ي املدينة من الجهات‪ ,‬وأحاطوا م وسط القرية‪ ،‬وثار الحرب‬
‫ب ن الطرف ن‪ ،‬واستشهد مصلح بن محمد مصلح الخوالني‪ ،‬وابن‬
‫أخيه حس ن بن محسن بن محمد مصلح‪ ،‬وابن الجراش رحمة ﷲ‬
‫عل م أجمع ن‪ ،‬وصار قطع رؤوسهم بيد ٔالاشقياء البغاة‪َ ،‬‬
‫وتكونت‬
‫بنت قاسم إدريس ي تلك الحرب‪.‬‬
‫ع ي عبدﷲ‬
‫و ي صبح السبت لعله ‪١٨‬محرم تو ي القا‬
‫الفال ي بالجرح املذكور ودفن ي باب الس من جهة الغرب والباب‬
‫مفتحه شر ي‪.‬‬
‫)‪(٣٩‬‬
‫و ي ار الجمعة لعله ‪ ٣‬شهر صفر الخ ﺮ سنة ‪١٣٢٣‬هـ‬
‫وصلت العساكر السهانه)‪ (٤٠‬إ ى قرية دار الشرف‪ (٤١)،‬ودخلوا إ ى‬
‫مدينة إب ار السبت لعله ‪ ٤‬صفر الخ ﺮ سنة ‪١٣٢٣‬هـ‪ (٤٢)،‬وجلسوا‬
‫)‪(٤٣‬‬
‫من ار السبت إ ى ار الربوع لعله ‪ ٧‬صفر الخ ﺮ سنة ‪١٣٢٣‬هـ‪،‬‬
‫وتقدموا إ ى مخالف بعدان‪ ،‬وكان معهم جماعة من العرب‪ ،‬م م‬
‫الشيخ أحمد بن مصلح شمالن)‪ (٤٤‬وجماعته من صهبان‪ ،‬والشيخ‬
‫منصور بن نصر)‪ (٤٥‬وجماعته‪ ،‬والشيخ محمد بن عبدالوهاب بن‬
‫قاسم)‪ (٤٦‬وجماعته‪ ،‬والشيخ محمد عبدالواحد)‪ (٤٧‬وجماعته‪ ،‬ووقع‬
‫من جماعة الشيخ مصلح ومن إليه الرجوع عن الحرب والخديعة‬
‫)‪(٤٨‬‬
‫م م لرجوع‪.‬‬
‫‪ISSN: 2090 – 0449‬‬
‫كما ذكرنا سابقا أن املخطوطة تناولت حادثت ن هما‪ٔ :‬الاو ى‪:‬‬
‫حادثة املجاعة ال أصابت اليمن‪ ،‬والثانية‪ :‬هو الثورة ضد‬
‫العثماني ن‪ ،‬وسوف نعطي هنا ملحة عن الحدث ن‪.‬‬
‫‪ -١‬موضوع املجاعة‪:‬‬
‫عانت اليمن من ويالت املجاعات مثل غ ﺮها من البلدان‬
‫ُ‬
‫ٕالاسالمية ي مختلف العصور‪ .‬ويقصد باملجاعة حالة ش ّح الغذاء أو‬
‫عدمه ال تعان ا جماعة بشرية معينة وما قد ينجم ع ا من موت‬
‫أو مرض‪ ،‬وكذلك ما قد تؤدي إليه من آثار سياسيـة‪ ،‬واقتصادية‪،‬‬
‫واجتماعية‪ .‬وللمجاعات كما هو معلوم أسباب متعددة‪ ،‬طبيعية‬
‫وبشرية‪ ،‬وأهم أسبا ا الطبيعية القحط‪ ،‬أي انحباس املطر أو تأخرﻩ‬
‫عن موسم البذار‪ ،‬مما ينتج عنه شح الغذاء وارتفاع سعر املعروض‬
‫منه إ ى ما فوق إمكانيات غالبية الناس‪ ،‬وقد تتفاقم ٔالازمة من جراء‬
‫عوامل طبيعية أخرى مثل سقوط ال َ َﺮد وهبوب العواصف‪ ،‬أو‬
‫هجوم الجراد وتدم ﺮﻩ للزروع واملحاصيل‪ ،‬أو انتشار ٔالاوبئة‬
‫ؤالامراض الفتاكة‪ .‬وأما ٔالاسباب البشرية فيقصد ا الحروب‬
‫والثورات والف ن‪.‬‬
‫وتتحدث الوثيقة ال ب ن أيدينا عن حاالت املوت الجماعية‬
‫ً‬
‫ال حدثت ي مدينة إب وذلك للقادم ن من خارجها بحثا عن ما‬
‫يسد جوعهم‪ ،‬وكذلك من سكان املدينة‪ ،‬فقد أشار الكاتب إ ى عدد‬
‫املوتى كل يوم‪ ،‬وإجما ي املوتى خالل العام‪ ،‬ومازال ٔالاجداد يتداولون‬
‫هذﻩ الحادثة ح يومنا الحاضر‪ .‬ولهذﻩ املجاعة اعتبار ي تاريخ‬
‫اليمن‪ ،‬فقد جاءت ي سياق تطور سياﺳ واجتما ي ع ى قدر كب ﺮ‬
‫من ٔالاهمية‪ ،‬إذ حدثت ي أعقاب املواجهات ب ن العثماني ن وٕالامام‬
‫املنصور محمد حميد الدين‪ ،‬وال ع ى إثرها تحول ٔالاها ي إ ى‬
‫الانضمام لإلمام املنصور ضد لحكومة العثمانية‪ .‬وقد ازداد الوضع‬
‫غ ﺮ املستقر سوءا من جراء شدة املجاعة وتفاقمها‪ .‬واستغل هذﻩ‬
‫ٔالاوضاع ٕالامام املنصور للتحريض ع ى الثورة ضد العثماني ن‪.‬‬
‫وإذا عدنا للمصادر التاريخية فسنجد أ ا تطرقت إ ى هذﻩ‬
‫املجاعة ال شملت معظم املناطق ي اليمن ي عام ‪١٣٢١‬هـ حيث‬
‫سيطرت املجاعة وعم البؤس‪ ،‬فكانت سنة ي حياة ٔالاها ي من‬
‫أحلك السنوات وأعسرها ع ى ٕالاطالق إ ى حد أكل جثث املوتى‪ .‬فقد‬
‫ذكر الواس ي تفاصيل املجاعة وأرجع أسبا ا إ ى قلة ٔالامطار‪ ،‬وك ﺮة‬
‫الف ن‪ ،‬والصراع ب ن ٕالامام املنصور والعثماني ن الذين كانوا يقومون‬
‫بأخذ الحبوب من الناس بالقوة‪" ،‬وعم الجوع جميع اليمن بسبب‬
‫الف ن وباملحاصرات ترك الزارع الزراعة وارتفعت ٔالامطار وٕالامام‬
‫أيدﻩ ﷲ أخرج لجميع القبائل الحبوب من بيت املال ملحاصرة‬
‫ٔالاتراك ومات البقية ً‬
‫جوعا‪ ،‬إال َمن له أجل ممدود وخلت من اليمن‬
‫قرى كث ﺮة مات أهلها من الجوع‪ .‬م ا بالد العة ي الشمال الغربي‬
‫من صنعاء مسافة يوم ن مات أهلها ً‬
‫جوعا و ي آنس وتعز وإب الذين‬
‫مات م م أحد وستون ً‬
‫ألفا و ي جبلة وما حولها ‪ ١٣‬ألف نفس‪ ،‬و ي‬
‫خوالن كانوا يأكلون الت ن بعد طحنه‪ ،‬ومات ي قرية القابل خارج‬
‫صنعاء ‪١٦‬مائة غ ﺮ الذين ماتوا ي سائر القرى حول صنعاء‪ ،‬ومات‬
‫من أهل صنعاء ي قضاء كوكبان ؤالاك ﺮ ي قاع الرجم واملحويت‬
‫‪ ٥٠٠٠‬نفس ووجد ي وادي سهام ع ى قارعة الطريق ‪ً ٥١‬‬
‫نفسا‬
‫موتى‪.‬‬
‫و ي حال املحاصرة لصنعاء أمر الوا ي البوليس وطائفة من‬
‫الجند أن يهجموا ع ى بيوت التجار ؤالاعيان من أهل صنعاء‪َ ،‬ومن‬
‫ً‬
‫منظورا إليه باليسار أن يأخذوا ما لديه من الحبوب ألجل‬
‫كان‬
‫عساكر الدولة‪ ،‬وأخذ كل ء يؤكل وعادة أهل اليمن قاطبة املدن‬
‫وغ ﺮها كل بيت يخ لنفسه ويدخر الحبوب لقدر حاجته‪ ،‬نعم‬
‫فهجم البوليس ع ى بيوت كث ﺮة من أهل صنعاء وأخذوا كل ما‬
‫وجدوا وكسروا ٔالابواب وأهانوا أهلها‪ ،‬وكان بعض املأمورين ي إجراء‬
‫هذﻩ الوظيفة يشرب الخمر ً‬
‫جهرا وكانوا يأخذون ما وجدوا من‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫إبال‪ ،‬أو ً‬
‫الحيوانات ً‬
‫دجاجا‪ ،‬أو حم ًﺮا‪ ،‬أو خيال‪ ،‬وكانوا‬
‫غنما‪ ،‬أو‬
‫بقرا أو‬
‫يذبحو ا وتأكلها العسكر‪ ،‬فلما اشتد الحصار أكل العسكر ما‬
‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪.‬ﻣُﺤﻜّﻤﺔ ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺘﻬﺎ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‬
‫دراﺳﺎت‬
‫‪‬א‪‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪٢٠١٢‬‬
‫‪١٢‬‬
‫ٔ‬
‫عارف الرعوي‪ ،‬االوضاع العامة لمدينة إب‪...‬‬
‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪.‬ﻣُﺤﻜّﻤﺔ ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ً‬
‫جوعا فال يلتفت إليه‪ ،‬وكذا الولد لوالدﻩ والعكس ال قوة إال باهلل‬
‫وبعضهم رغب عن طفله ألنه لم يجد ما يطعمه وسيبه)‪ (٥٣‬ي بعض‬
‫)‪(٥٤‬‬
‫الشوارع"‪.‬‬
‫كيف تمت مواجهة ٔالازمة‪:‬‬
‫لم نجد ي املصادر التاريخية ما يفيد عن ان اء ٔالازمة إال‬
‫القليل‪ ،‬فقد ذكر العر وصول بواخر محملة بالحبوب من‬
‫ً‬
‫طعاما إ ى‬
‫الحبشة والسودان" و ي ٓالاخر جاءت بواخر مملوءة‬
‫)الحديدة( قادمة من الحبشة والسودان‪ ,‬فسلم من بقي فيه رمق‬
‫الحياة أو دماء"‪ (٥٥)،‬لكن لم يشر إ ى َمن الذي أتى بالبواخر‪ ،‬لكن‬
‫الواس ي يوضح لنا أن التجار استوردوها من الحبشة والسودان‬
‫"ومن نعم ﷲ الجليلة وأياديه الجزيلة ملا اشتد القحط والجوع‬
‫ً‬
‫طعاما إ ى الحديدة من الحبشة والسودان‪،‬‬
‫خرجت بواخر مملوءة‬
‫وذلك أن التجار الذين بالحديدة كتبوا لجلب الطعام فحصل للناس‬
‫بذلك غوث عظيم‪ ،‬ومن هنالك كانت ترحل القبائل من الحديدة إ ى‬
‫سائر محالت اليمن‪ ،‬ولوال ذلك كان الناس هلكوا مرة واحدة ولم‬
‫تبق لهم باقية"‪ (٥٦).‬ولم نجد ي املصادر ال ب ن أيدينا إشارة إ ى أي‬
‫ً‬
‫دور للحكومة العثمانية ي حل املشكلة‪ ،‬وربما سيتضح مستقبال ي‬
‫حال وجود وثائق تش ﺮ إ ى ذلك‪.‬‬
‫‪ -٢‬حصار القبائل ملدينة إب‪:‬‬
‫تناول الكاتب ي اغلب سطور الوثيقة تفاصيل حصار القبائل‬
‫ملدينة إب من أسماء قادة الحصار ‪ -‬والذين كان أغل م من بعدان ‪-‬‬
‫وأسماء القت ى‪ ،‬كما حرص أن يشبه القبائل باألعراب‪ ،‬وظهر تح ﻩ‬
‫للدولة العثمانية‪ ،‬وهذا الحصار كان ع ى أثر ان اء املجاعة‪ ،‬وهو ي‬
‫إطار الثورة ال قادها ٕالامام املنصور محمد ضد العثماني ن ومن‬
‫بعدﻩ ابنه ٕالامام يح ‪ .‬فمنذ اعالن السيد محمد بن يح حميد‬
‫الدين إمامته ي صعدة وتلقب باملنصور عام‪١٣٠٧‬هـ‪١٨٩٠ /‬م‬
‫بدأت املقاومة اليمنية ضد العثماني ن تشتد بالرغم من ف ﺮة الهدوء‬
‫النس ال حدثت إثر عود م إ ى اليمن‪ ،‬وكان ذلك يرجع إ ى‬
‫أسباب عديدة أهمها‪ :‬فساد العثماني ن‪ ،‬وارتكا م أعمال مخالفة‬
‫للشريعة ٕالاسالمية‪ ،‬كما ذكر ذلك املؤرخون اليمنيون "وسبب ثورة‬
‫أهل اليمن ع ى ٔالاتراك شدة الظلم والاستحالل للمحرمات‪ ،‬وترك‬
‫ما أمر ﷲ به من الواجبات وارتكاب املعا والفجور‪ ،‬وظهور الب ي‬
‫وشرب الخمور‪ .‬وكان القائم مقام أو غ ﺮﻩ من املأمورين إذا خرج ألي‬
‫قضاء أو ناحية ألخذ ٔالاعشار أخذ ما قدر ع ى تحصيله لنفسه ولم‬
‫يساعد ع ى كتب سند ما أخذ م م ثم يرجع لحكومته‪ ،‬ويقول لم‬
‫يدفعوا ً‬
‫شيئا ثم تأمر الحكومة ل م وخراب بيو م وإحراقها‪ ،‬وإذا‬
‫وصلت العساكر النظام إ ى قرية تعدت ع ى عرض الحريم ويتظاهر‬
‫)‪(٥٧‬‬
‫املأمورون بأن أهل اليمن أشقياء"‪.‬‬
‫وذكر املؤرخون أن الوا ي العثماني أحمد مختار باشا عند‬
‫استيالئه ع ى العاصمة بدأ بجمع ٔالاموال "طلب الوا ي الدفاتر‬
‫ملعرفة العشور اليمانية وأنه ليس له طمع ي والية اليمن بل ل ﺮبية‬
‫العصاة املتمردين‪ ،‬ثم قبض الوا ي الدفاتر وبعد قبضها شكل‬
‫‪ISSN: 2090 – 0449‬‬
‫وجدوا من الحيوانات ال ال تؤكل مثل الكالب والقطط ال لها‬
‫)‪(٤٩‬‬
‫أسماء كث ﺮة تسم ي اليمن بالدم"‪.‬‬
‫كما وصف املجاعة العر فذكر " ي تلك السنة وقعت مجاعة‬
‫عظيمة وخلت قرى كث ﺮة من سكا ا فأهل بالد العة ي الشمال‬
‫ً‬
‫جوعا‪ .‬و ي‬
‫الغربي من صنعاء ع ى مسافة يوم ن م ا‪ ,‬مات أهلها‬
‫آنس وتعز وإب مات واحد وستون ألف نسمة‪ .‬و ي جبلة وما حولها‬
‫ثالثة عشر ً‬
‫ألفا‪ .‬و ي خوالن كان أهلها يأكلون الت ن بعد طحنه‪ .‬ومات‬
‫ي قرية القابل‪ ,‬خارج صنعاء ألف وستمائة‪ ,‬ماعدا الذين ماتوا ي‬
‫سائر القرى حول صنعاء‪ .‬ومات من أهل صنعاء ي قضاء كوكبان‬
‫ؤالاك ﺮ ي قاع الرجم( واملحويت نحو خمسة آالف نفس‪ ،‬ووجد ي‬
‫وادي سهام ع ى قارعة الطريق ‪ً ٥١‬‬
‫ميتا‪.‬‬
‫وملا اشتد الحصار ع ى ٔالاتراك الذين ي صنعاء أخذ العسكر‬
‫بأكل كل ما تقع عليه أيديه من الحيوانات ال يمكن أن تؤكل‪ ,‬مثل‬
‫الكالب والقطط‪ ) ,‬وتسم ّ‬
‫الدم ي اليمن( ومات عدد جم من‬
‫عسكر ال ﺮك‪ ،‬وذبح بعضهم ً‬
‫فرسا وادخر لحمها لنفسه وأهله ثم باع‬
‫قطعة م ا بأربعمائة ريال‪ .‬واش ﺮى بعضهم ً‬
‫ً‬
‫طعاما بستمائة‬
‫قدحا‬
‫ً‬
‫)‪(٥٠‬‬
‫ريال‪ ،‬وباع بعضهم صاع ن من الخ بسبعة وعشرين رياال"‪.‬‬
‫أما زبارة؛ ف ﺮجع أسباب املجاعة إ ى قلة ٔالامطار‪ ،‬نتيجة تراكم‬
‫الذنوب‪ ،‬وتعاظم الخطايا "وف ا عظم البالء واشتد الغالء وقلت‬
‫ٔالامطار‪ ،‬وغلت ٔالاسعار‪ ،‬وتراكمت الذنوب‪ ،‬وتعاظمت الخطايا‬
‫والعيوب‪ ،‬والزال الناس يستغفرون ﷲ ي املساجد عقيب الصلوات‬
‫)‪(٥١‬‬
‫ويخرجون إ ى الجبانة لالستسقاء"‪.‬‬
‫وقد بلغ من شدة املجاعة ظهور القسوة وانعدام التعاون ب ن‬
‫الناس‪ ،‬لدرجة أن ارتكبت جرائم قاسية لقتل البعض أبناءهم‬
‫وتركهم ي الشوارع كما يذكر العر يذكر‪" :‬وذبح بعضهم خارج‬
‫صنعاء ابنته وأكلها‪ .‬ووقع ي قلوب الناس القسوة ح أن الصديق‬
‫ً‬
‫جوعا ويضن عليه بكسرة من الخ ‪ ,‬ال بل ال‬
‫يرى صديقه يموت‬
‫ً‬
‫يلتفت إليه ويرى الوالد ولدﻩ يحتضر جوعا‪ ,‬وال يمن عليه بلقمة من‬
‫الخ ‪ ,‬وكذا كان يقع للولد نحو والدﻩ وبعضهم رغب عن طفله‪ ,‬ألنه‬
‫لم يجد ما يطعمه فكان يطلقه ي الشوارع" أما زبارة فيقول‪:‬‬
‫"وبلغت الشدة م ّ ا بالناس‪ ،‬واستخف السم ن النحيف‪ ،‬وازدرى‬
‫)‪(٥٢‬‬
‫ٔالامراء والك ﺮاء ؤالاغنياء‪ ،‬باملسك ن الضعيف"‪.‬‬
‫أما الواس ي؛ فأشار إ ى هذﻩ املمارسات بعد أن عرض أسعار‬
‫الحبوب "بلغ سعر الطعام ي صنعاء ربع صاع بريال ويسم ي‬
‫اليمن نفر بلغ سعرﻩ وهو ملء حفنة الرجل املتوسط ملء الكف ن‪،‬‬
‫وملا عدم الطعام اش ﺮى أحدهم بريال ونصف‪ ،‬وذبح بعضهم ً‬
‫فرسا‬
‫وأدخر لحمها لنفسه وأهله وباع قطعة م ا بأربعمائة ريال‪ ،‬واش ﺮى‬
‫بعضهم ً‬
‫ً‬
‫طعاما بستمائة ريال‪ ،‬والقدح يعرف ي اليمن ملء‬
‫قدحا‬
‫التنكة أي قدر صفيحة الجاز مرت ن‪ ،‬وباع بعضهم صاع ن من الخ‬
‫ً‬
‫بسبعة وعشرين رياال‪ ،‬وغ ﺮ ذلك مما يطول ذكرﻩ مما يدهش‬
‫العقول ويحصل للسامع الذهول‪ ،‬وبعضهم خارج صنعاء ذبح ابنته‬
‫وأكلها وحصل للناس قسوة عظيمة لصديق يرى صديقه يموت‬
‫دراﺳﺎت‬
‫‪‬א‪‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪٢٠١٢‬‬
‫‪١٣‬‬
‫ٔ‬
‫عارف الرعوي‪ ،‬االوضاع العامة لمدينة إب‪...‬‬
‫حكومة وابتدأ ي استجالب قلوب العامة دون الخاصة ثم طرد أبناء‬
‫اليمن املوظف ن وشكل له مأمورين من ٔالاتراك ثم حصل‬
‫ٔالاموال"‪ (٥٨).‬ولذلك فقد تمكن ٕالامام املنصور وخالل عام واحد من‬
‫السيطرة ع ى معظم املناطق شمال صنعاء بل تعرضت صنعاء‬
‫نفسها للحصار‪ ،‬وعمل ع ى مراسلة املشايخ ؤالاعيان ي جميع‬
‫املناطق اليمنية لتحريضهم ضد الدولة العثمانية‪ ،‬واستجاب له‬
‫)‪(٥٩‬‬
‫الكث ﺮ م م‪.‬‬
‫وعملت الدولة العثمانية ع ى إرسال قوات ملواجهة املقاومة‬
‫اليمنية بقيادة املش ﺮ أحمد في الذي أتى للمرة الثالثة ‪١٣٠٩‬هـ‬
‫‪١٩٠٤/‬م ووصل إ ى اليمن مع وفاة ٕالامام املنصور ي قفلة عذر‬
‫شمال صنعاء عام ‪١٣٢٢‬هـ‪١٩٠٤/‬م‪ ،‬وخلفه ابنه ٕالامام يح بن‬
‫محمد حميد الدين ‪-‬الذي تلقب باملتوكل‪ -‬والذي واصل قيادة‬
‫املقاومة ضد العثماني ن وتمكن من إسقاط معظم املدن الشمالية‪،‬‬
‫و ي نفس العام ً‬
‫أيضا تمكن من حصار العاصمة صنعاء ودخولها‪،‬‬
‫ولكنه خرج م ا عند اق ﺮاب الجيش العثماني الكب ﺮ بقيادة أحمد‬
‫في باشا‪ ،‬الذي تمكن من استعادة بعض املناطق الهامة شمال‬
‫ً‬
‫عاجزا أمام حصن شهارة‬
‫صنعاء بعد تكبدﻩ خسائر فادحة‪ ،‬ووقف‬
‫مقر قيادة ٕالامام يح ‪ (٦٠)،‬ولكنه لم يتمكن من تحقيق نصر حاسم‬
‫ع ى املقاومة اليمنية ي املناطق الشمالية لعوامل عديدة أهمها‬
‫)‪(٦١‬‬
‫الطبيعة الجبلية للمناطق الشمالية‪.‬‬
‫أما ي إب فقد أرسل في باشا فرقة بقيادة غالب باشا‪ ،‬إ ى‬
‫جانب جيش من اليمني ن من القبائل ال تقع إ ى الغرب والجنوب‬
‫من مدينة إب‪ ،‬وتمكن من فك الحصار عن املدينة ومالحقة القبائل‬
‫)‪(٦٢‬‬
‫إ ى بعدان وإ اء الثورة‪.‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬
‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‪:‬‬
‫‪ISSN: 2090 – 0449‬‬
‫* قدم هذا البحث إ ى "الندوة الدولية حول اليمن ي العهد العثماني"‪ ،‬وال تمت‬
‫بالشراكة ب ن املركز الوط للوثائق بصنعاء‪ ،‬ومركز ٔالابحاث للتاريخ والفنون‬
‫والثقافة ٕالاسالمية )أريسكا( ي اسطنبول‪ ،‬ديسم ﺮ ‪.٢٠٠٩‬‬
‫)‪ (١‬القا محمد بن ع ي بن محمد بن ع ي املف ‪ :‬وبيت املف يرجع نس م‬
‫إ ى بيت الحبي ‪ ،‬من مواليد مدينة إب‪ ،‬عمل مع العثماني ن أثناء حكمهم‬
‫الثاني لليمن ي مجال املالية‪ ،‬إ ى جانب ٕالافتاء والتدريس‪ ،‬تو ي ي ‪٧‬ربيع‬
‫‪١٣٣٣‬هـ ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬خرج العثمانيون من اليمن عام ‪١٦٣٥‬م‪ ،‬لك م تمكنوا من العودة إليه عام‬
‫ً‬
‫اسميا‪ ،‬وظلوا ف ا ح تمكنوا‬
‫‪١٨٤٩‬م بخضوع منطقة املخالف السليماني‬
‫من الاستيالء ع ى صنعاء عام )‪١٢٨٩‬هـ ‪١٩٧٢ -‬م(‪ ،‬غ ﺮ أن سيطر ا كانت‬
‫ً‬
‫ً‬
‫جنوبا إ ى‬
‫وتحديدا منطقة الضالع‬
‫تنحصر ي املناطق الشمالية من اليمن‪،‬‬
‫ً‬
‫عس ﺮ شماال‪ .‬أما عدن واملناطق الشرقية فقد خضعت للسيطرة ال ﺮيطانية‬
‫إثر احتاللها لعدن ‪ ١٨‬يناير ‪١٩٣٨‬م‪.‬‬
‫)‪ (٣‬صابان‪ ،‬سهيل‪ ،‬الجزيرة العربية؛ بحوث ودراسات من وثائق ٔالارشيف‬
‫العثماني واملصادر ال ﺮكية‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة امللك فهد‪١٤٢٦ ،‬هـ‪ ،‬ص‪-٢٠٤‬‬
‫‪.٢٠٥‬‬
‫)‪ (٤‬العمري‪ ،‬حوليات العالمة الجرا ي‪ ،‬دمشق دار الفكر‪١٩٩٢ ،‬م‪ ،‬ص ‪ ٦٥,٥٥‬؛‬
‫العمري‪ ،‬حس ن عبدﷲ‪ ،‬تاريخ اليمن الحديث واملعاصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫دمشق دار الفكر‪٢٠٠١،‬م‪ ،‬ص‪.١٩٤‬‬
‫)‪ (٥‬العمري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٩٤‬‬
‫)‪ (٦‬سالم‪ ،‬سيد مصطفى‪ ،‬تكوين اليمن الحديث – اليمن وٕالامام يح )‪١٩٠٤‬‬
‫– ‪١٩٤٨‬م(‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار ٔالام ن للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪٤،١٩٩٣‬م‪ ،‬ص‪. ٧٧‬‬
‫)‪ (٧‬انظر‪ :‬سيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪٧٧-٧٥‬؛ الواس ي‪ ،‬عبد الواسع بن يح ‪،‬‬
‫تاريخ اليمن املسمى فرجة الهموم والحزن ي حوادث وتاريخ اليمن‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬مكتبة اليمن الك ﺮى‪١٣٤٦ ،‬هـ ‪ ،‬ص‪ ٢٩٢‬؛ العمري‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪١٩٩,١٩٨‬؛ العمري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٢‬‬
‫)‪ (٨‬العمري‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.١٩٩‬‬
‫)‪ (٩‬سيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٢٣٩ - ٢٢٩‬‬
‫)‪ (١٠‬يوافق ‪١٩٠٣/١٢/٢٢‬م‪.‬‬
‫)‪ (١١‬مدينة إب‪ :‬من أجمل مدن اليمن‪ ،‬ذات أرض خصبة وهواء معتدل وتقع‬
‫ع ى رأس ربوة متصلة بمساقط جبل بعدان من غربي بعدان‪ ،‬ويتصل بإب‬
‫من غرب ا مخالف الشوا ي‪ ،‬ومن جهة الجنوب ذي جبلة وميتم‪ ،‬ومن جهة‬
‫الشمال املخادر وحبيش )محمد بن أحمد الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‬
‫وقبائلها‪ ،‬تحقيق وتصحيح ومراجعة‪ ،‬إسماعيل بن ع ي ٔالاكوع‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫منشورات وزارة ٕالاعالم والثقافة‪ ،‬مشروع الكتاب‪ ،‬مج ‪ ,١‬ص‪.(٣١‬‬
‫)‪ (١٢‬عزلة ي مديرية املخادر ع ى رأس جبل سمارة )الحجري‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.(٤٨‬‬
‫)‪ (١٣‬إحدى املديريات ال تقع إ ى الشمال الغربي من مدينة إب‪.‬‬
‫)‪ (١٤‬العدين‪ :‬بالد واسعة إ ى الغرب من إب وتنقسم إ ى عدة مديريات ي‪:‬‬
‫)العدين‪ ،‬حزم العدين‪ ،‬فرع العدين‪ ،‬مذيخرة(‪ .‬الحجري‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫مجـ‪ ،٢‬صـ ‪.٥٩٠‬‬
‫)‪ (١٥‬يوافق ‪١٩٠٤/١١/٧‬م‪.‬‬
‫)‪ (١٦‬جمع مجنة‪ ،‬و ي القبور الجاهزة ال تحفر ي الصخر وتغلق أبوا ا‬
‫بالحجارة والاسمنت ‪.‬‬
‫)‪ (١٧‬يوافق ‪١٩٠٤/١١/٨‬م ‪.‬‬
‫)‪ (١٨‬يوافق ‪١٩٠٥/٣/١٠‬م‬
‫)‪ّ (١٩‬‬
‫تكون‪ :‬بمع أصيب أو جرح ‪.‬‬
‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪.‬ﻣُﺤﻜّﻤﺔ ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ً‬
‫تقريبا‪،‬‬
‫عاشت اليمن تح َت الحكم العثماني ملدة أربعة قرون‬
‫بدأت ي القرن السادس عشر امليالدي‪ ،‬وان ت عندما نالت اليمن‬
‫استقاللها عن الدولة العثمانية ي سنة ‪ .١٩١٨‬وقد تناولت هذﻩ‬
‫الدراسة ٔالاوضاع العامة ملدينة إب ي بداية القرن العشرين أثناء‬
‫الحكم العثماني‪ ،‬وركزت ع ى ٔالاوضاع الصحية والسياسية‬
‫للمدينة‪ ،‬وذلك من خالل وثيقة تنشر ألول مرة كت ا القا محمد‬
‫بن ع ي بن املف ‪ ،‬توثق لحادثت ن مهمت ن تعرضت لهما إب خالل‬
‫الف ﺮة )‪١٩٠٥ -١٩٠٣‬م( وهما ظاهرة الوفيات الجماعية‪ ،‬وتعرض‬
‫املدينة للحصار من أبناء القبائل ي املناطق املجاورة‪.‬‬
‫دراﺳﺎت‬
‫‪‬א‪‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪٢٠١٢‬‬
‫‪١٤‬‬
‫ٔ‬
‫عارف الرعوي‪ ،‬االوضاع العامة لمدينة إب‪...‬‬
‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪.‬ﻣُﺤﻜّﻤﺔ ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫للمصطلحات العثمانية التاريخية‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة امللك فهد‬
‫الوطنية‪١٤٢١،‬هـ‪٢٠٠٠/‬م‪.‬‬
‫)‪ (٤١‬دار الشرف‪ :‬قرية كانت تقع إ ى الجنوب من مدينة إب ي بداية الطريق‬
‫املتجهة إ ى جبلة وكانت تتبع مديرية جبلة‪ ،‬واليوم أصبحت متصلة باملدينة‬
‫وتتبع مديرية املشنة‪.‬‬
‫)‪ (٤٢‬يوافق ‪١٩٠٥/٤/٨‬م‪.‬‬
‫)‪ (٤٣‬يوافق ‪١٩٠٥/٤/١١‬م‪.‬‬
‫)‪ (٤٤‬من مشايخ عزلة صهبان ال تقع جنوب مدينة إب وتتبع مديرية السياني‪.‬‬
‫)‪ (٤٥‬الشيخ منصور بن نصر بن حاميم الحاج‪ ،‬ينتﻬ نسبه إ ى يافع‪ ،‬ولد سنة‬
‫ً‬
‫ً‬
‫شاعرا بليغا‪ ،‬تو ى عمالة‬
‫‪١٢٥٨‬هـ ي عزلة العنسي ن بمديرية ذي السفال‪،‬‬
‫ذي السفال‪ ،‬له ديوان شعر‪ ،‬تو ي عام ‪١٣٤٥‬هـ )ٔالاكوع‪ ،‬محمد بن ع ي بن‬
‫الحس ن ٔالاكوع الحوا ي‪ ،‬حياة عالم وأم ﺮ‪ ،‬الطبعة ٔالاو ى‪ ،‬مكتبة الجيل‬
‫الجديد ‪١٤٠٧،‬هـ‪١٩٨٧-‬م‪ ،‬هامش ص ‪.(١٨١‬‬
‫)‪ (٤٦‬آل قاسم‪ :‬من مشايخ مخالف الشوا ي بمديرية إب‪ ،‬تو ي سنة ‪١٣٥١‬هـ‪.‬‬
‫)املقحفي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.(١٢٣٦‬‬
‫)‪ (٤٧‬من مشايخ آل القاسم ي عزلة البحري ن مديرية إب‪.‬‬
‫)‪ (٤٨‬لم نجد لها تكملة‪.‬‬
‫)‪ (٤٩‬الواس ي‪ ،‬املرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣٠١ – ٣٠٠‬‬
‫)‪ (٥٠‬العر ‪ ،‬حس ن‪ ،‬بلوغ املرام ي شرح مسك الختام ي من تو ى ملك اليمن‬
‫من ملك وإمام‪ ،‬ص‪. ٨٧-٨٦‬‬
‫)‪ (٥١‬زبارة‪ ،‬محمد بن محمد‪ ،‬أئمة اليمن‪ ،‬تعز‪ ،‬مطبعة النصر الناصرية‪،‬‬
‫‪١٣٨٢‬هـ – ‪١٩٥٢‬م‪ ،‬ص‪.٣٩٢‬‬
‫)‪ (٥٢‬زبارة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٩٣‬‬
‫)‪ (٥٣‬أي تركه‪.‬‬
‫)‪ (٥٤‬الواس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٠١‬‬
‫)‪ (٥٥‬العر ‪ ،‬املرجع السابق‪.٨٥ ،‬‬
‫)‪ (٥٦‬الواس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٠٠‬‬
‫)‪ (٥٧‬الواس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢٧٤‬‬
‫)‪ (٥٨‬الواس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢٦‬‬
‫)‪ (٥٩‬انظر‪ :‬سالم‪ ،‬سيد مصطفى‪ ،‬وثائق يمنية دراسة وثائقية تاريخية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار الكتاب املصري‪.١٩٥٨ ،‬‬
‫)‪ (٦٠‬انظر‪ :‬سيد‪ ،‬تكوين اليمن الحديث‪ ،‬ص‪٣٥ - ٣٣‬؛ الواس ي‪ ،‬ص‪٣٠٠‬؛‬
‫العمري‪ ،‬تاريخ اليمن الحديث املعاصر‪ ،‬ص ‪١٩٩,١٩٨‬؛ العمري‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.٥٢‬‬
‫)‪ (٦١‬سيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٧٧‬‬
‫)‪ (٦٢‬الاكوع؛ حياة عالم وأم ﺮ‪ ،‬ص‪.٢٩٩ -٢٩٨‬‬
‫‪ISSN: 2090 – 0449‬‬
‫)‪ (٢٠‬من مشايخ حبيش‪ ،‬كذلك هم من سكان مدينة إب‪ ،‬وكانوا يم نوان‬
‫القضاء )املقحفي‪ ،‬إبراهيم أحمد‪ ،‬معجم البلدان والقبائل اليمنية‪ ،‬دار‬
‫الكلمة للطباعة والنشر والتوزيع‪١٤٢٢ ،‬هـ‪٢٠٠٢/‬م ‪،‬ج‪ ،٢‬ص‪.(١٢٢٤‬‬
‫)‪ (٢١‬كان يطلق ع ى أبناء املناطق الشمالية من اليمن أهل املشرق‪.‬‬
‫)‪ (٢٢‬عبد ﷲ بن إبراهيم بن احمد إسحاق‪ ،‬ينتﻬ نسبه إ ى ٕالامام القاسم بن‬
‫محمد ‪ ،‬ولد بصنعاء سنة‪١٢٧٨‬هـ أخذ العلم ع ى عدة من املشايخ‪ ،‬عمل‬
‫مع العثماني ن ي سلك القضاء‪ ،‬التحق باإلمام ي ي عند قيامه بالدعوة‪،‬‬
‫ووجهه إ ى إب ملحاصرة املدينة مع جيش من حاشد ومشايخ بعدان‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫الجيش العثماني تمكن من فك الحصار عن املدينة‪ ،‬ثم تو ى لإلمام أعماال‬
‫مختلفة‪ ،‬ورافق محمد بن ٕالامام يح ي رحلته إ ى إيطاليا‪ ،‬تو ي ‪٩‬شعبان‬
‫‪١٣٤٩‬هـ‪ ) .‬زبارة‪ ،‬محمد بن محمد‪ ،‬نزهة النظر ي رجال القرن الرابع‬
‫عشر‪ ،‬ص‪.(٣٦٨ - ٣٦٦‬‬
‫)‪ (٢٣‬كوكبان‪ :‬حصن ومعقل شه ﺮ يطل ع ى الشمال الشر ي ملدين شبام‪،‬‬
‫ومديرية من مديريات محافظة املحويت‪) .‬املقحفي‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.(١٣٥٧‬‬
‫)‪ (٢٤‬بعدان‪ :‬منطقة ومديرية من مديريات إب من أجمل مناطق اليمن وأخص ا‬
‫وأعدلها هواء‪ .‬انظر‪) :‬الحجري‪ :‬مجموع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬مج‪ ،١‬ص ‪.(١٢٤‬‬
‫)‪ (٢٥‬آل الدعيس‪ :‬من مشايخ بعدان والشيخ حسن بن محمد بن سعيد‬
‫الدعيس‪ ،‬ولد سنة ‪١٣٠٣‬هـ بقرية م ل سبا ببعدان‪ ،‬كان أحد القادة‬
‫ٔالاذكياء‪ ،‬وأحد زعماء ٔالاحرار املمتازين‪ ،‬وأحد الساسة النبالء‪ ،‬نابغة‬
‫عصرﻩ‪ ،‬كان يتشيع لإلمام يح ضد ٔالاتراك وكان يرشد الرعايا بقوله‪ :‬يا‬
‫رعايا سمنكم لكم‪ ،‬بقركم لكم‪ ،‬بركم لكم‪ ،‬ويعدد أشياء كث ﺮة ع ى هذا‬
‫املنوال إشارة منه إ ى ظلم ٔالاتراك‪ ،‬ويدعوهم إ ى طاعة ٕالامام وعدالته‪ ،‬وإن‬
‫حقوقهم مصونة بقانون الشريعة املحمدية‪ ،‬وملا ظهرت دعوة ٕالامام ي ي‪،‬‬
‫وبسط نفوذﻩ‪ ،‬وقبض الحكم بيد من حديد‪ ،‬وبخل شديد‪ ،‬فكان الدعيس‬
‫هذا أول من تجرع الغصص وازدادت محنته معه مضاعفة ي والية ي ي بن‬
‫محمد عباس‪ ،‬فإنه لقي منه عرف القربة من املهانة وعدم التقدير ملكانته‬
‫وألياديه السالفة‪ٔ) .‬الاكوع‪ ،‬حياة عالم وأم ﺮ‪ ،‬هامش صفحة ‪.(١٦٧-١٦٦‬‬
‫)‪ (٢٦‬من مشايخ بعدان ينتسبون إ ى قرية بيت البعداني وكان م م وزراء ي عهد‬
‫الدولة الطاهرية‪.‬‬
‫)‪ (٢٧‬من مشايخ عزلة ريمان جبل بعدان بمديرية إب‪.‬‬
‫)‪ (٢٨‬من أعيان عزلة املقاطن جبل بعدان مديرية إب‪.‬‬
‫)‪ (٢٩‬ذو محمد وذو حس ن من قبائل برط‪ ) .‬الحجري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬مج ‪،١‬‬
‫ص‪.(١٠٧‬‬
‫)‪ (٣٠‬من أشهر قبائل اليمن ينسبون إ ى خوالن بن عمرو بن الحاف بن قضاعة‬
‫إ ى حم ﺮ بن سبا‪) .‬الحجري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.(٣١٣‬‬
‫)‪ (٣١‬كت ا ومازال وقمت بتصحيحها‪.‬‬
‫)‪ (٣٢‬يوافق ‪١٩٠٥ /٣/١١‬م‪.‬‬
‫)‪ (٣٣‬إحدى حارات مدينة إب القديمة تقع إ ى الجنوب الغربي من املدينة‪.‬‬
‫)‪ (٣٤‬النفش املقصود ا هنا الشظايا‪.‬‬
‫)‪ (٣٥‬من ذرية ٕالامام القاسم بن ع ي العياني ي إب )الحجري ‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.(٣٣‬‬
‫)‪ (٣٦‬يوافق ‪١٩٠٥ /٣/١٨‬م‪.‬‬
‫)‪ (٣٧‬يوافق ‪١٩٠٥/٣/٢٠‬م‪.‬‬
‫)‪ (٣٨‬قرية تقع ع ى سفح جبل بعدان أول الطريق الصاعدة إ ى الجبل وأصبحت‬
‫اليوم متصلة بمدينة إب من شرقها‪.‬‬
‫)‪ (٣٩‬يوافق ‪١٩٠٥/٤/٧‬م ‪.‬‬
‫)‪ (٤٠‬لم نعرف ما ي الكلمة لكن ربما يقصد الكاتب )السباهية( وتع ‪ :‬الخيالة أو‬
‫الفرسان ي الجيش العثماني‪ .‬أنظر‪ :‬سهيل صابان‪ ،‬املعجم املوسو ي‬
‫دراﺳﺎت‬
‫‪‬א‪‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪٢٠١٢‬‬
‫‪١٥‬‬