Uploaded by av.akdemir52

Gazali'de Usul ve Mantık

advertisement
‫‪İs la m H u k u k u Araştı r m al ar ı D e rgi si , s y. 2 2 , 2 0 1 3 , s. 1 8 7 - 2 0 8 .‬‬
‫املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫د ‪ .‬شامل‬
‫الشاهني*‬
‫َّ‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪،‬‬
‫والتابعني ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإن للغزايل مكانة خاصة يف تاريخ الفكر اإلسالمي وعلومه‪ ،‬ال حنسب أهنا كانت‬
‫لغريه من علماء ومفكري اإلسالم‪ ،‬فهو يُ َمثّل مرحلة تتخطى الكثري من املعطيات الثقافية‬
‫والعلمية اليت كانت سائدة قبله‪ ،‬واملتمثلة يف املتكلمني والفالسفة‪ ،‬واألصوليِّني واملتصوفة‪.‬‬
‫حيث َّ‬
‫وتنو ِع‬
‫شكلت هذه‬
‫ُ‬
‫املكونات واملعطيات على اختالف منازعها واجتاهاهتا ُّ‬
‫فكر اإلمام الغزايل‪.‬‬
‫تياراتِها وأهدافها َ‬
‫فأصبحت الساح ُة البوتق َة اجلامعة اليت التقت عندها خمتلف التيارات الفكرية‬
‫النهر اجلام َع لروافد فكر عصره‪،‬‬
‫واأليديولوجية اليت عرفها الفكر العريب واإلسالمي‪ ،‬فكان َ‬
‫حىت أصبح النقط َة والقاسم لعصر التدوين إىل ما قبل وما بعد‪...‬‬
‫وهو ميثِّل مرحلة وجتربة فكرية تنوعت واتسعت آفاقها لتشمل معظم العلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫مربهن ًة بذلك على تكوين فكر الغزايل املوسوعي الفذِّ‪.‬‬
‫حىت قال عنه شيخه إمام احلرمني اجلويين‪( :‬الغزايل حبر مغدق) (‪.)1‬‬
‫ووصفه الشيخ املَراغي رمحه اهلل وصفًا دقيقًا يف قوله‪ ...( :‬وإذا ذُكر الغزايل فقد‬
‫تشعبت النواحي ومل خيطر بالبال رجل واحد‪ ،‬بل خطر بالبال رجال متعددون لكل‬
‫واحد قدره وقيمته‪ ،‬خيطر بالبال (الغزايل) األصويل احلاذق املاهر‪ ،‬و(الغزايل) الفقيه احلر‪،‬‬
‫و(الغزايل) املتكلم‪ ،‬و(الغزايل) االجتماعي‪ ،‬و(الغزايل) الفيلسوف‪.)2()...‬‬
‫*‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫األستاذ املساعد يف قسم اللغة العربية يف كلية االهليات جبامعة يالووا‬
‫(‪ )1‬عبد اهلل املراغي‪« :‬الفتح املبني يف طبقات األصوليِّني»‪.)9/2( ،‬‬
‫عبد احلميد خطاب‪« :‬الغزايل بني الدين والفلسفة»‪ ،‬ص‪ ،021‬وأورده أمحد فؤاد األهواين يف مقدمة‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪188‬‬
‫فهو دائرة معارف ذلك العصر‪ ،‬وموسوعة مرجعية ثاقبة لعصرنا‪ ،‬ومنوذج موفق‬
‫حلضور متواصل فريد‪.‬‬
‫أبدعت يف كثري من املعارف‪ ،‬فلم تترك فنًّا إال‬
‫وظاهرة علمية جامعة ألشتات العلوم‪،‬‬
‫ْ‬
‫فجمعت له اإلمامة والرياسة‪ ،‬وأخذ يُشار إليه بالبَنان‪.‬‬
‫وكان هلا منه نصيب‪ُ ،‬‬
‫إن تراث اإلمام الغزايل املتنوع والذي امتاز باألصالة يف التفكري‪ ،‬والغزارة يف اإلنتاج‪،‬‬
‫والتنوع يف االجتاهات‪ ،‬والعمق يف التحليل‪ ،‬والدقة يف املنهج‪ ،‬جعل من فكر الغزايل‬
‫ومعطياته خاصيَّة التكامل والتدرج باملنهجية إىل الغايات‪.‬‬
‫وبدون فهم ذلك كلِّه يقع اخللط والتشويه‪ ،‬حيث جند كثريًا ما يرجع اإلمام الغزايل‬
‫اجلزئي الظاهري‪ ،‬والذي ال‬
‫التناقض‬
‫مكونًا بذلك‬
‫َ‬
‫عن آرائه وأفكاره يف بعض مؤلفاته ِّ‬
‫َّ‬
‫اخلاصيَّات الغزالية‪ ،‬ومن خالل قراءة‬
‫ميكن فهمه وإزالته إال مع دراسة واعية ثاقبة لتلك ِّ‬
‫تطوره الفكري‪.‬‬
‫الغزايل قراء ًة منهجي ًة متأنِّي ًة للغايات واملراحل اليت مر هبا ُ‬
‫أعين تلك الدراسة اليت أدى غياهبا إىل اخللط وعدم الدقة واملوضوعية يف كثري من‬
‫َّ‬
‫وأفكاره‪ ،‬ويبدو هذا اخللط أكثر وضوحًا مع‬
‫الغزايل‬
‫املؤلفات واألحباث اليت تناولت‬
‫َ‬
‫املنطق عند الغزايل وعالقتَه بالعلوم اإلسالمية‪ ،‬واليت جاءت حتمل يف‬
‫األحباث اليت تناولت َ‬
‫طيَّاهتا بعض العبارات البعيدة عن أي منهجية علمية منصفة ومعتدلة‪ ،‬وأذكر منها‪:‬‬
‫املنطق بأصول الدين والفقه أبو حامد الغزايل (‪.)3‬‬
‫أول من خلط َ‬
‫كان الغزايل أرسطيًا تابعًا للفارايب وابن سينا يف موقفه من املنطق (‪.)4‬‬
‫منطق أرسطو لباسًا إسالميًا‬
‫الغزايل أول من ألبس َ‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫(‪)5‬‬
‫كتاب‪« :‬سرية الغزايل»‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫السيوطي‪« :‬صون املنطق والكالم عن فن املنطق والكالم»‪ ،‬ص‪ ،31‬ص‪.423‬‬
‫(‪ُّ )1‬‬
‫علي سامي النشار‪« :‬مناهج البحث» عند مفكري اإلسالم‪ ،‬ص‪39‬‬
‫(‪ )2‬رفيق العجم‪« :‬األصول اإلسالمية منهجها وأبعادها»‪ ،‬ص‪ 063‬ـ ‪ ،163‬ص‪.363‬‬
‫انظر‪ :‬نقوال ريشر‪« :‬تطور املنطق العريب»‪ ،‬ص‪973‬‬
‫(‪ )3‬رفيق العجم‪« :‬املنطق عند الغزايل يف أبعاده األرسطويَّة وخصوصيَّاته اإلسالمية» ص‪.95‬‬
‫‪ | 189‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫اعترب الغزا ّ‬
‫منهج البحث الوحيد املوصل إىل اليقني (‪.)6‬‬
‫يل َ‬
‫املنطق األرسطي َ‬
‫إن مكونات فكر الغزايل ثالثة‪ :‬اإلسالم‪ ،‬واألفالطونية املح َدثة‪ ،‬واملسيحية (‪.)7‬‬
‫تبنَّى الغزايل التام واملطلق لكل تعاليم املنطق اليوناين كما أدخلَها فالسفة اإلسالم يف‬
‫الثقافة اإلسالمية‪ ،‬مع اجتهاده يف تعريبها وتعميمها والتمثيل هلا (‪.)8‬‬
‫املازج احلقيقي للمنطق األرسطوطاليسي بعلوم املسلمني (‪.)9‬‬
‫يُعترب الغزايل َ‬
‫أول من أدخل املنطق اليوناين إىل األصول اإلسالمية وبشكل عريض وواضح (‪.)10‬‬
‫هجر الغزايل فلسفة أرسطو وأتباعه ليتحول إىل فلسفة فلوطني وأتباعه‪ ،‬وأبرز‬
‫األفالطونية يف ثوب إسالمي (‪.)11‬‬
‫إنه (الغزايل) أول من استعمل منطق أرسطو للذب عن الدين (‪.)12‬‬
‫إن الغزايل أخذ بنظرية التشبه باهلل عن أفالطون‪ ،‬ألن الرجل الفاضل عند أفالطون‬
‫الذي يتشبه باهلل ما استطاع إىل ذلك سبي ً‬
‫ال (‪,.)13‬‬
‫إن الباحث املنصف واملتتبِّع ملؤلفات الغزايل مبنهجية صحيحة بعيدة عن أي تعصب‪،‬‬
‫مر‬
‫وبعيد ٍة عن أي حصر أو اقتصار على بعض مؤلفات الغزايل واملراحل العلمية اليت َّ‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫(‪ )4‬مهدي فضل اهلل‪« :‬آراء نقدية يف مشكالت الدين والفلسفة واملنطق»‪ ،‬ص‪.402‬‬
‫(‪ )5‬وينسك ‪« :wensink‬فكر الغزايل»‪ ،‬ص‪ 991‬ـ ‪ 002‬نق ً‬
‫ال عن‪ :‬عبد الرمحن بدوي‪« :‬أوهام‬
‫حول الغزايل»‪ ،‬ندوة الغزايل‪ ،‬كلية اآلداب جبامعة حممد اخلامس‪ ،‬ص‪.052‬‬
‫وحممد عابد اجلابري‪« :‬مكونات فكر الغزايل‪ ،‬ندوة الغزايل»‪ ،‬كلية اآلداب جبامعة حممد اخلامس‪ ،‬ص‪ 06‬ـ ‪16‬‬
‫محو النقاري‪« :‬املنهجية األصولية واملنطق اليوناين من خالل أيب حامد الغزايل وابن تيمية» ص‪.871‬‬
‫قلت‪ :‬هذه العبارة تتناقض مع ما ذكره املؤلف يف نفس الكتاب‪ ،‬ص‪.751‬‬
‫د‪ .‬علي سامي النشار‪« :‬مناهج البحث» عند مفكري اإلسالم‪ ،‬ص‪ ،09‬ص‪. 961‬‬
‫رفيق العجم‪ :‬املنطق عند الغزايل يف أبعاده األرسطويّة وخصوصيّاته اإلسالمية‪ ،‬ص‪. 771‬‬
‫عبد الرمحن بدوي‪ ،‬نق ً‬
‫ال عن كتاب‪« :‬دراسات يف تاريخ الفلسفة العربية واإلسالمية وآثار رجاهلا» عبده‬
‫الشمايل‪ ،‬ص‪.455‬‬
‫اجلر‪« :‬تاريخ الفلسفة العربية»‪ ،‬ج‪ :1‬ص‪. 113‬‬
‫حنا الفاخوري وخليل ّ‬
‫ناجي التكرييت‪« :‬الفلسفة األخالقية األفالطونية عند مفكري اإلسالم» ص ‪.954‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪190‬‬
‫َّ‬
‫الغزايل رفض قضايا املنطق األرسطي مبعانيها‪ ،‬وال سيما عند دخوهلا بعناصر‬
‫هبا‪ ،‬جيد أن‬
‫َ‬
‫إدخال ماهيَّ ٍ‬
‫ات وموجودات يف غري اهلل‪ ،‬كما أنكر مسائل قِ َد ِم العامل‬
‫الوجود‪ ،‬رفض‬
‫واملاهيّة الصوريّة‪ ،‬واهليو ّ‬
‫يل‪.‬‬
‫َّ‬
‫الغزايل قوالً أو أقواالً مل يقلها أو يصرح هبا‪.‬‬
‫املعادي للمنطق ألبس‬
‫التعصب‬
‫ولعل‬
‫َ‬
‫َ‬
‫كما أن هناك أئم ًة أعالمًا سبقوا اإلما َم الغزايل يف إدخال بعض مباحث علم املنطق‬
‫يف العلوم اإلسالمية‪ ،‬أمثال‪ :‬اإلمام الباقالين ‪/‬ت‪403 :‬هـ‪ ،/‬وابن حزم ‪/‬ت‪456‬هـ‪،/‬‬
‫وإمام احلرمني ‪/‬ت‪478‬هـ‪ ،/‬وغريهم‪.‬‬
‫وتطعيمه وتطوي َعه يف أصول الفقه‪ ،‬جاء متأخرًا عند اإلمام‬
‫قلت‪َّ :‬إن إدخال املنطق‬
‫َ‬
‫الغزايل‪ ،‬وذلك بعد حبث مستفيض‪ ،‬وبعد جتريد للقالَب املنطقي عن معانيه اليونانية‪،‬‬
‫وتطبيعه باملعاين اإلسالمية‪ ،‬والذي نتج عنه تقوي ُة الدليل العقلي والرأي واالجتهاد‪ ،‬والذي‬
‫كان سببًا يف القضاء على روح االحنراف والشطط يف االستنباط‪.‬‬
‫واملتتبِّع ملسارات الغزايل العلمية جيد أن غايته يف ذلك هي ُ‬
‫ضبط االستدالل‪ ،‬وإعداد‬
‫املزج املخصوص بني علمني أو أصلني يك ُفل للشريعة كمالَها‪ ،‬وحيافظ على‬
‫منهجيَّة قِوا ُمها ُ‬
‫خصائص مشوليّتها‪ ،‬كما يعمل على حتصينها‪ ،‬وإبراز صالحيَّتها ملتطلبات الواقع وفقهه‪،‬‬
‫معتمدًا يف ذلك على منهجيَّ ٍة منطقيَّ ٍة أصوليَّة‪ ،‬جعلت من األصول علمًا كليًّا معياريًّا‬
‫وتشعبات ومسائل حيوية وحياتيّة‬
‫يصلح لكل معاين الفقه‬
‫َّ‬
‫ومستجداته اإلسالمية من فروع ُّ‬
‫تفرضها قراء ُة الواقع‪.‬‬
‫ُ‬
‫أردت من‬
‫مؤسسات‬
‫اهتمت بالغزايل وشخصيته وفكرِه‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫وندوات ومؤمترات‪ ،‬ولكين ُّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫الوقوف على منهجيّة الغزايل املنطقيّة األصولية‪ ،‬وعلى مراحل تطور‬
‫خالل هذه الدراسة‬
‫هذه املنهجية ومميزاهتا‪.‬‬
‫الشبَه واملقوالت اليت أُطلقت على‬
‫ولعلِّي هبذا العمل أكون قد طرحت كثريًا من ُّ‬
‫الغزايل ومنهجيته املنطقية األصولية‪.‬‬
‫‪ | 191‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫حماور البحث‬
‫أوال‪ :‬املنطق وأصول الفقه‬
‫املنطق ودجمِه وتطوي ِعه يف أصول الفقه‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب ودوافع إدخال اإلمام الغزايل َ‬
‫ثالثًا‪ :‬املنهجية املنطقية األصولية عند اإلمام الغزايل‬
‫أوال ـ املنطق وأصول الفقه‪.‬‬
‫النموذج األعلى للفكر اإلسالمي القائم على الصيغة‬
‫إن الفكر األصويل يُ َع ُّد‬
‫َ‬
‫مواد منهجيته من مقدمات‬
‫العقلية‪ ،‬وهو ميثل الفكر العلمي والعملي‪ ،‬والذي أُ ِخ ْ‬
‫ذت ُّ‬
‫إسالمية‪ ،‬واستمرت هذه العقلية على مناهجها ِحقب ًة زمنية معينة‪ ،‬قبل أن خيتلط املنطق‬
‫األرسطوطاليسي مبنطق األصوليِّني اخلاص هبم‪ ،‬واستمرت حىت بداية القرن الرابع للهجرة‪.‬‬
‫تلك كانت مرحلته األوىل‪ ،‬اليت كان فيها علم األصول معتمدًا على الصفة العلمية‬
‫ببنائه على قواع َد استقرائيَّ ٍة منضبطة‪ ،‬مثل‪ :‬دالالت األلفاظ‪ ،‬وأقسام احلكم الشرعي‪،‬‬
‫ومقاصد الشريعة‪ ،‬ومن جهة أخرى على املرونة اليت جتعل املتمكن من قواعده قادرًا على‬
‫املؤشر الذي يعتمده املجتهد‬
‫ربط األحكام الفقهية بواقع احلياة‪ ،‬بل إن هذا الواقع يُ َع ُّد‬
‫َ‬
‫الستنباط األحكام(‪.)14‬‬
‫فكان منطق األصوليِّني اخلاص من فقهاء ومتكلمني منبثقًا من أدلة وبراهني مشتملة‬
‫على‪:‬‬
‫مباحث احلد األصويل‪.‬‬
‫مباحث االستدالالت‪.‬‬
‫وتفر ُدهم هبذه األحباث ميّزهم عن العقلية اليونانية ومنطقها‪ ،‬حيث كان منطقهم خاليًا‬
‫ُّ‬
‫من مباحث امليتافيزيقا‪ ،‬أو من الصفة امليتافيزيقية اليت جعلت من العلم األرسطوطاليسي‬
‫مكا َن العلم الضروري(‪.)15‬‬
‫‪ 14‬أمحد اخلمليشي «وجهة نظر» ص‪.701‬‬
‫‪ 15‬د‪ .‬علي سامي النشار «مناهج البحث» ص‪.001‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪192‬‬
‫احلد احلقيقي عندهم (عند األصوليِّني) هو اختصاص املحدد بوصف خيلص‬
‫وإن َّ‬
‫منه‪ ،‬بينما احل ّد احلقيقي عند أرسطو هو‪ :‬التوصل إىل املاهية‪ ،‬وهو يوصل إىل ُكن ِه الشيء‬
‫املعرف‪ ،‬كما أثبت األصوليون أن للحد ثالث َة ألفاظ مترادفة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫َّ‬
‫احلد‪ ،‬واحلقيقة‪ ،‬واملعىن‪.‬‬
‫وأمجعوا على الغرض من احلد هو التمييز بني املحدود وغريه (‪.)16‬‬
‫ومن املقررات املبدئية أن األصوليني اختذوا طريقًا خمالفًا ُ‬
‫لط ُر ِق املناطقة اليونانيني يف‬
‫استخراج احلد كيْ ِفيَّ ِة تكوينه‪.‬‬
‫عدة طرق‪ ،‬هي‪:‬‬
‫إن املنطقية اليونانية قائم ٌة على َّ‬
‫االستقراء‪( :‬وينسب إىل سقراط)‪.‬‬
‫القسمة‪( :‬طريقة القسمة األفالطونية)‪.‬‬
‫الربهان‪( :‬وينسب إىل بقراطيس)‪.‬‬
‫التركيب‪( :‬وهو مذهب احلكيم أرسطو) (‪.)17‬‬
‫وإىل طريقة أرسطو (طريقة التركيب)‪ ،‬ذهب بعض فالسفة اإلسالم مثل ابن سينا‬
‫سب بالربهان وال باالستقراء‪ ،‬وإمنا يُكتَسب بالتركيب‪ ،‬وهو‬
‫حيث رأى أن احلد ال يُ ْكتَ ُ‬
‫واضح من خالل صفات احلد الذي نادى به‪.‬‬
‫أما الطريقة املنطقية األصولية فهي قائمة على وصف املحدود من خالل الصفات‬
‫الذاتية‪ ،‬ومن هنا نظر األصوليون إىل الصفات وقسموها إىل‪:‬‬
‫‪1‬ـ صفات الزمة للموصوف ال تفارقه بعدم ذاته‪.‬‬
‫‪2‬ـ صفات عارضة له ميكن مفارقتها له مع بقاء ذاته‪.‬‬
‫وهذه الصفات الالزمة منها ما هو الزم للشخص دون نوعه وجنسه‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫الزم لنوعه أو جنسه(‪.)18‬‬
‫‪ 16‬اجلويين «الكافية يف اجلدل» ص‪.2‬‬
‫‪ 17‬جعفر آل ياسني « الفارايب يف حدوده ورسومه» ص‪.7‬‬
‫‪ 18‬ابن تيمية «تعارض العقل والنقل» ‪.123 :3‬‬
‫‪ | 193‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫قسموا اللوازم إىل ذاتية وعرضية‪ ،‬ومن ثَ َّم‬
‫وعلى هذا خالف األصوليون املناطق َة الذين َّ‬
‫قسموا ال َع َرض إىل الزم للماهية‪ ،‬والزم للوجود‪ ،‬وغري الزم بل عارض‪.‬‬
‫َّ‬
‫ومل يقبلوا شيئًا من تلك الطرق املنطقية اليونانية‪ ،‬فاختصروا يف تكوينهم واستخراجهم‬
‫للحد على طريقة واحدة‪ ،‬وهي متييز املحدود من غريه بصفته‪ ،‬ومن هنا منع األصوليون‬
‫ِّ‬
‫التركيب يف احلد‪.‬‬
‫مكو ٌن من الوصف‪ ،‬ولكنهم اختلفوا يف عدد الوصف الذي يكون للحد‪.‬‬
‫ورأَ ْوا أن احلد َّ‬
‫فاألصوليون نظروا إىل التركيب يف احلد نظرة مرفوضة بالنسبة للتركيب املنطقي‬
‫األرسطوطاليسي‪ ،‬والذي يشمل اجلنس والفصل‪ ،‬ونظر ًة مقبولة وهي كونه صف ًة واحدة (‪.)19‬‬
‫أما القسم الثاين واملتمم للمنطق اإلسالمي وهو مبحث االستدالالت األصولية‬
‫مبحث التصديقات)‪.‬‬
‫اإلسالمية (والذي يُمثِّل‬
‫َ‬
‫وهو املسمى باالصطالح الفلسفي (باألبيستمولوجيا)‪ :‬واليت تعين نظرية اإلنتاج‬
‫النوعي للتصورات العلمية‪.‬‬
‫واليت تَ َّم ْت يف املناخ العلمي‪ ،‬وعالقته املعرفية هبا‪ ،‬ومن خالل معرفة األسباب اليت‬
‫َّ‬
‫تتحكم يف اإلنتاجات العلمية‪.‬‬
‫َّ‬
‫األصويل يف استدالالته (تصديقاته) علم معياري مطابق لقوانني‬
‫وعليه فإن املنطق‬
‫ومراحل سريِ‬
‫العقل املنبثقة من الواقع غريِ املستقر‪ ،‬وهذا يبدو واضحًا وجليًا يف خطوات‬
‫ِ‬
‫القياس األصويل(‪.)20‬‬
‫والذي رآى بعضهم أن هناك أثرًا للمنطق األرسطي فيه‪ ،‬وهذا األثر هو مباحث‬
‫التمثيل األرسطوطاليسي‪.‬‬
‫ولكن يف احلقيقة هناك خالف وفارق بني القياس األصويل‪ ،‬والتمثيل األرسطوطاليسي‬
‫يتمثل يف‪:‬‬
‫َّ‬
‫قياس‬
‫القياس‬
‫األصويل أو َ‬
‫‪1‬ـ أن كثريًا من األصوليِّني ـ قبل عصر الغزايل ـ اعتربوا َ‬
‫‪ 19‬ابن تيمية‪« :‬الرد على املنطقيِّني» ص‪ .71‬اجلويين‪« :‬الكافية» ص‪. 01‬‬
‫‪ 20‬مصطفى مجال الدين «القياس حقيقته وحجيته» ص‪.361‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪194‬‬
‫الغائب على الشاهد ِ‬
‫موص ً‬
‫ال إىل اليقني(‪.)21‬‬
‫‪2‬ـ أن األصوليِّني أرجعوا القياس إىل نوع من االستقراء العلمي الدقيق القائم على‬
‫فكرتني مها‪:‬‬
‫أ ـ فكرة العلِّيَّة أو قانون ال ِعلِّية‪.‬‬
‫ب ـ قانون االطراد يف وقوع احلوادث(‪.)22‬‬
‫فهي إذن استدالالت وتصديقات استخرجها العلماء من خالل ممارستهم العلمية‪،‬‬
‫عد ُة ُطرق ومناهج استداللية‪ :‬منها استدالالت يقينيَّة‪ ،‬ومنها‬
‫نت لديهم َّ‬
‫تكو ْ‬
‫وبالتايل َّ‬
‫استدالالت ظنيَّة (وطرق ضعيفة)‪.‬‬
‫وهبذا يكون األصوليون قد َخ َرجوا مبنطقهم هذا من تأثري األدوات والضوابط اجلاهزة‬
‫نتائج حتمي ًة كما هو احلال يف بعض املنطق اليوناين‪.‬‬
‫تج َ‬
‫يف قوالب صورية تُتَّبع‪ ،‬ومن مث تُنْ ُ‬
‫فالقياس األصويل أو املنهج األصويل يف االستدالالت يُ َع ُّد مذهبًا منطقيًا متكام ً‬
‫ال ذا‬
‫صيغة إسالمية متكاملة‪ ،‬دون أن تَ ُشوبَها شائب ٌة يونانية‪.‬‬
‫وإن هذا املنهج االستداليل يه ِدف إىل ِ‬
‫مقصدين أو مطلَبني‪.‬‬
‫منهج الوصول إىل احلقيقة وبلوغ اليقني‪.‬‬
‫األول‪ :‬يتحدد فيه ُ‬
‫الثاين‪ :‬يقوم بتجربة النتائج اليت تنتهي إليها احلقائق بعينها‪ ،‬وحتدي ِد النموذج الذي‬
‫يَصوغُها‪ ،‬وذلك من خالل منهج ال ِعلَّة‪ ،‬وشروطها‪ ،‬ومسالكها‪.‬‬
‫توصل إليها األصوليون بنظرهتم العقلية وجهو ِدهم املعرفية‪.‬‬
‫ولقد َّ‬
‫خاصا هبم‪ ،‬خيالف املنطق‬
‫وعليه؛ فإن األصوليِّني وضعوا هلم منطقًا (منهج حبث علمي) ًّ‬
‫األرسطي‪ ،‬واستمروا بعيدين عن أي ٍ‬
‫خلط أو دمج باملنطق األرسطي حىت هناية القرن‬
‫الثالث وبداية القرن الرابع اهلجري‪ ،‬حيث أخذ األصوليون بعدها يستخدمون بعضًا من‬
‫مباحث املنطق األرسطوطاليسي‪ ،‬وأخذ يظهر ذلك يف مؤلَّفات بعض األصوليِّني‪ ،‬أمثال‪:‬‬
‫ابن حزم األندلسي‪ ،‬والباقالين‪ ،‬وإمام احلرمني‪ ،‬وغريهم‪...‬‬
‫‪ 21‬السيوطي «صون املنطق والكالم عن فن املنطق والكالم» ص‪ 232‬ـ ‪.432‬‬
‫‪ 22‬د‪ .‬علي سامي النشار «مناهج البحث» ص‪.211‬‬
‫‪ | 195‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫أكثر انتقا ًء وهتذيبًا‬
‫وأصبح هذا َّ‬
‫الد ُ‬
‫أكثر وضوحًا ودقَّ ًة‪ ،‬ويف نفس الوقت َ‬
‫مج واخللط َ‬
‫لدى اإلمام الغزايل‪.‬‬
‫وقبل أن نتكلم عن عالقة املنطق بأصول الفقه عند الغزايل‪ ،‬نرى أن نقف على بعض‬
‫الدوافع اليت َّأد ْت باإلمام الغزايل إىل إدخال املنطق وتطوي ِعه يف أصول الفقه‪ ،‬وما هي‬
‫األهداف اليت كان يسعى لتحقيقها من ذلك‪ ،‬وملاذا مل يقلِّ ْد سابقيه يف دمج بعض مباحث‬
‫مقدمات‪ ،‬ودون‬
‫املنطق يف أصول الفقه‪ ،‬وما حيتاجه منها(‪ ،)23‬دون إفرادها مبصنَّفات أو ِّ‬
‫ٍ‬
‫مقدمات ضروري ًة ِّ‬
‫لكل العلوم‪.‬‬
‫جعلها‬
‫املنطق ودجمِه وتطوي ِعه يف أصول الفقه‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب ودوافع إدخال اإلمام الغزايل َ‬
‫املنطق ودجمِه وتطوي ِعه يف أصول الفقه‪.‬‬
‫من أسباب ودوافع إدخال اإلمام الغزايل َ‬
‫‪1‬ـ انتفاء أصل الشبهة(‪ )24‬عنده‪ ،‬وذلك برفضه لقضايا املنطق األرسطوي مبعانيها‪،‬‬
‫َ‬
‫إدخال ماهيَّ ِ‬
‫وال سيما عند دخوهلا بعناصر الوجود‪ِ .‬‬
‫ات وموجودات غريِ ذات اهلل‬
‫ورفضه‬
‫ومعانيه يف األصول‪.‬‬
‫َ‬
‫مسائل قِ َدم العامل‪ ،‬والعلة الطبيعية‪ ،‬واملاهيّة الصورية(‪،)25‬‬
‫حيث وجدناه دحض‬
‫واهليوليَّة(‪.)26‬‬
‫‪2‬ـ َّ‬
‫لعل إدخال نسق املنطق العقلي يف الشرعيات يؤدي إىل خري عميم‪ ،‬ويساعد‬
‫الفقيه يف استنباط األحكام‪ ،‬والتميي ِز بني اآلراء‪ ،‬ومعرف ِة الصحيح من السقيم‪.‬‬
‫يقول يف مقدمة كتابه املستصفى‪( :‬وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع‪،‬‬
‫لم الفقه وأصولِه من هذا القبيل‪ ،‬فإنه يأخذ من صفو‬
‫واصطحب فيه الرأي والشرع‪ ،‬و ِع ُ‬
‫‪23‬‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫‪26‬‬
‫كما فعل أستاذه إمام احلرمني اجلويين يف كتابه«الربهان»‪ ،‬ومن قبله ابن حزم‪ ،‬واألشعري والباقالين‪،‬‬
‫وغريهم من املتكلِّمني واألصوليِّني‪.‬‬
‫أي‪ :‬شبهة إدخال املنطق األرسطوطاليسي يف علم أصول الفقه‪.‬‬
‫ماهية الشيء‪ :‬كيف كان ‪ .‬الغزايل‪« :‬معيار العلم» ‪ ،‬ص‪.)782‬‬
‫اهليو ّ‬
‫يل‪ :‬هو جوهر وجوده بالفعل إمنا حيصل بقبوله الصور َة اجلسمانية كقوة قابلة للصورة‪ ،‬وليس يف ذاته‬
‫صور ًة ‪ .‬الغزايل «معيار العلم» ‪ ،‬ص‪.)782‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪196‬‬
‫تصر ٌف مبحض العقول‪ ،‬حبيث ال يتلقاه الشرع‬
‫الشرع والعقل سواء السبيل‪ ،‬فال هو ُّ‬
‫بالقبول‪ ،‬وال هو مبينٌّ على حمض التقليد‪ ،‬الذي ال يشهد له العقل بالتأييد والتسديد)(‪.)27‬‬
‫انتشار املنطق يف عصر الغزايل‪ ،‬وخشيتَه من خلط ودمج العلوم اإلسالمية‬
‫‪3‬ـ إن‬
‫َ‬
‫باملنطق األرسطي بطريقة غري صحيحة ـ من بعض اجلهال ـ تُب ِعد العلو َم اإلسالمية عن‬
‫مقاصدها‪.‬‬
‫صرح بذلك يف املنقذ‬
‫‪4‬ـ ِّاط ُ‬
‫الع طالب العلم على املنطق واستحسانُه دون متييز كما ّ‬
‫فيظن أن ما يُنقَل من الكفريات‬
‫قائالً‪( :‬ورمبا ينظر يف املنطق من يستحسنه ويراه واضحًا‪ُّ ،‬‬
‫مؤيدةٌ مبثل تلك الرباهني‪ ،‬فاستعجل بالكفر قبل االنتهاء إىل العلوم اإلهلية)(‪.)28‬‬
‫ِ‬
‫االحنراف والشطط يف االستنباط‪ ،‬رغب ٌة أَ ْملَتْها‬
‫‪5‬ـ رغبة الغزايل يف القضاء على روح‬
‫(‪)29‬‬
‫تفشى يف عصره من استغالل القضاة ملناصبهم ‪.‬‬
‫أفكار اإلمام الشافعي العلمية‪ ،‬وما َّ‬
‫عليه ُ‬
‫يتشدد يف قواعد الفقه‪ ،‬ويقيِّدها بطرق املنطق واالجتهاد الصارمة اليت‬
‫ومن ثَ َّم اندفع َّ‬
‫وضعها يف ُكتُبِه األصولية‪ ،‬رافضًا كل استدالل خيرج عن النَّ َسق املعياري‪.‬‬
‫صرح يف كتابه‬
‫أكثرها على منهج الصواب‪ ،‬كما ّ‬
‫‪6‬ـ إن علوم املنطق عند الغزايل ُ‬
‫املقاصد‪( :‬إن علوم املنطق أكثرها على منهج الصواب‪ ،‬واخلطأ فيها نادر‪ ،‬وال خيتلف‬
‫املناطقة عن أهل احلق إال يف االصطالح واأللفاظ فقط دون إمعان املقاصد)‪ ...( .‬إذ عرفنا‬
‫هتذيب ُط ُر ِق االستدالل‪ ،‬وذلك مما يشترك فيه النُّ َّظار)(‪.)30‬‬
‫َ‬
‫رد اآلراء الفاسدة والضالَّة‬
‫‪7‬ـ إن االطالع على املنطق ودراستَه تُفيد‬
‫َ‬
‫الباحث يف ِّ‬
‫املوجودة عند أهل املذاهب كالفالسفة‪ ،‬كما ميكن ُ‬
‫جعل املنطق أساسًا ملناقشة اخلصوم‬
‫من املتكلمني والباطنيّة‪.‬‬
‫وتدر ُجه يف ذلك التأليف‬
‫‪8‬ـ ِّاطالع الغزايل ودراستُه الواسعة للمنطق‬
‫ُ‬
‫والتأليف فيه‪ُّ ،‬‬
‫شجعه ودفع به إىل تلك املنهجيَّة‪.‬‬
‫من ٍّ‬
‫رد‪ ،‬وشرح‪ ،‬وتطعيم‪ ،‬وإبدال‪َّ ،‬‬
‫املنطق وموازينَه أمرًا ضروريًا يف االستدالل‪ ،‬وخاص ًة لدارسي أصول الفقه‪.‬‬
‫‪9‬ـ اعتبَر َ‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬
‫الغزايل «املستصفى» ‪.4 :1‬‬
‫الغزايل «املنقذ من الضالل» ص‪.76‬‬
‫بروكلمان «تاريخ الشعوب اإلسالمية » ص‪.282‬‬
‫الغزايل «املقاصد» ص‪.3‬‬
‫‪ | 197‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫عرف به التميي ُز بني صحيح ا ُ‬
‫حلجج وسقي ِمها‪ ،‬ومن هنا كان‬
‫‪10‬ـ إن املنطق ٌ‬
‫علم يُ َ‬
‫ال إىل سعادة النفس‪ ،‬حيث يقول‪( :‬إن ِّ‬
‫ٍ‬
‫تعل ُّمه موص ً‬
‫جمهول معلومًا خمصوصًا يناسبه‬
‫لكل‬
‫طريقًا يف إيراده وإحضاره يف الذهن‪ ،‬يفضي ذلك الطريق إىل كشف املجهول‪ ...‬ف ِعل ُْم‬
‫والقياس عن غريمها‪ ...‬وكأنه امليزان الذي يتميَّز‬
‫احلد‬
‫املنطق هو القانون الذي مييِّز‬
‫ِ‬
‫صحيح ِّ‬
‫َ‬
‫والربح من اخلسران)(‪.)31‬‬
‫به الرجحا ُن من النقصان‪،‬‬
‫ُ‬
‫كما يؤكد ذلك قائالً‪( :‬إن العلوم النظرية لَ َّما مل تكن بالفطرة والغريزة مبذول ًة‬
‫وموهوبة‪ ،‬كانت ال حمالة مستحصلة ومطلوبة وليس كل طالب حيسن الطلب‪ ،‬ويهتدي‬
‫إىل طريق املطلب‪ ...،‬فكل نظر ال يتَّزن هبذا امليزان‪ ،‬وال يُعايِر هبذا املعيار‪ ،‬فاعلم أنه فاسد‬
‫العيار غريُ مأمو ِن الغوائل واألغوار)(‪.)32‬‬
‫مبنهج‬
‫الصحيح منه ٍ‬
‫‪11‬ـ بعد أن شرح الغزايل املنطق األرسطي‪ ،‬ور ّد عليه‪ ،‬وأبدل َّ‬
‫ومصطلح إسالمي‪ ،‬مل َير بأسًا يف األخذ به‪ ،‬واالستفادة منه يف أصول الفقه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫التمس ُك‬
‫‪12‬ـ إن غرض الغزايل من عملية دمج وإدخال املنطق يف أصول الفقه هو ُّ‬
‫باملعاين الدينية‪ ،‬واألخذ باملسائل الشكلية النَّ ْظ ِميَّة يف املنطق فقط(‪.)33‬‬
‫احنصار العلوم كلِّها ـ ومن ضمنها أصول الفقه ـ يف مطلبني‪:‬‬
‫‪13‬ـ بيَّن الغزايل‬
‫َ‬
‫احلدود والربهان‪:‬‬
‫ِ‬
‫وإدراك نسبة بعضها إىل بعض‬
‫واحلد‪ :‬حيصل بإدراك الذوات املفردة‪ ،‬أي بالتصور‬
‫ُّ‬
‫بالنفي أو اإلثبات‪ ،‬أي التصديق‪.‬‬
‫َ‬
‫أقاويل أُلِّفت تأليفًا معيَّنًا‪ ،‬وبشروط حمدودة‪ ،‬فلَزِم منها‬
‫أما الربهان‪ :‬فهو عبارة عن‬
‫رأي مطلوب من قبل الناظر‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ثالثا‪ :‬املنهجية املنطقية األصولية عند اإلمام الغزايل‪.‬‬
‫حددت‬
‫من أهم املعامل اليت اتَّسمت هبا املنهجي ُة املنطقية األصولية الغزالية‪ ،‬واليت َّ‬
‫أبعا َد عالقة املنطق بالعلوم اإلسالمية بشكل عام‪ ،‬وبأصول الفقه بشكل خاص من خالل‬
‫منهجية الغزايل الفكرية‪ ،‬وعبقريته‪ ،‬واليت تطورت مع نظرته املعرفية املنتهية؛ صياغ ُة تلك‬
‫نلخصها‬
‫املنهجية بدقَّ ٍة وإحكام‪ ،‬مع‬
‫وضوح يف الرؤيا واملعامل واألهداف والغايات‪ ،‬واليت ِّ‬
‫ٍ‬
‫‪ 31‬الغزايل «املقاصد» ص‪.6‬‬
‫‪ 32‬الغزايل «معيار العلم» ص‪ 62‬ـ ‪.72‬‬
‫‪ 33‬فنجده حافظ على األقيسة نقي ًة إسالمي َة املعىن واملضمون‪.‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪198‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫أخذ الغزا ّ‬
‫يل من املنطق ما هو ضروري لعلم أصول الفقه‪ ،‬فإذا وجد طبيع َة البحث‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫حمدد‪ ،‬ويعقِّب بالتنويه‬
‫مباحث أو‬
‫تقو ُده إىل بعض‬
‫موضوعات املنطق فإنه يناقشها بقدر َّ‬
‫عرفناك إسرافهم يف هذا اخللط‪ ،‬فإنا ال نرى أن نُ ْخلِ َي هذا‬
‫على ذلك‪ ،‬قائالً‪( :‬وبعد أن ّ‬
‫والنفوس عن الغريب نافرة‪،‬‬
‫املجموع عن شيء منه‪ ،‬ألن ال ِفطا َم عن املألوف شديد‪،‬‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫مدارك‬
‫ولكنا نقتصر من ذلك على ما تظهر فائدتُه على العموم يف مجلة العلوم‪ ،‬من تعريفه‬
‫ني فيه حقيقة العلم‪،‬‬
‫تدرجها من الضروريات إىل النظريات‪ ،‬على وجه تَبِ ُ‬
‫العقول‪ ،‬وكيفي ِة ّ‬
‫والنظر‪ ،‬والدليل‪ ،‬وأقسامها‪.)34( )..‬‬
‫إن من أهم مميزات الدمج واخللط اليت قام هبا الغزايل هي عملية قلبه للمصطلحات‬
‫ٍ‬
‫التصور باملعرفة‪ ،‬والتصديق بالعلم‪،‬‬
‫مصطلحات إسالمية‪ ،‬كإبدال‬
‫املنطقية وحتويلِها إىل‬
‫ُّ‬
‫واحلد‬
‫واجلزئي باملعيَّن‪ ،‬والكلي باملطلَق‪ ،‬واملوضوع باملحكوم عليه‪ ،‬واملحمول باحلكم‪ِّ ،‬‬
‫بالعلَّة‪ ،‬والشكل بالنظم‪ ،‬واملقدمة باألصول‪ ،‬والنتيجة بالفرع‪.‬‬
‫وهذا يدل على غاية الغزايل يف التمسك باملعاين اإلسالمية‪.‬‬
‫تأثَّر الغزايل مبفهوم املعرفة (أبيستمولوجيا)‪ ،‬وبنظرية العرفان الضوئي‪ ،‬أثناء تطويعه‬
‫التصور واملعرفة للداللة‬
‫املنطق يف املعرفة اإلسالمية واألصولية‪ ،‬حيث استخدم‬
‫َ‬
‫َ‬
‫مصطلح ُّ‬
‫على إدراك احلد‪ ،‬واستعمل التصديق والعلم للداللة على الربهان والقياس‪ ،‬قائ ً‬
‫ال يف املَ َح ِّك‪:‬‬
‫باحلد‪ ،‬واملطلوب من العلم الذي يَتطرق إليه‬
‫(إن املطلوب من املعرفة ال يُ ْقتَنَص إال ِّ‬
‫(‪)35‬‬
‫التصديق أو التكذيب ال يُقتنَص إال باحلجة والربهان وهو القياس‪. )...‬‬
‫ُ‬
‫مباحث‬
‫ومن احلقائق العلمية اليت جيب أن نذكرها يف هذا املوضوع أن إدخال الغزايل‬
‫َ‬
‫متجر ٍد مثَّلَتْه عقلي ُة الغزايل‬
‫املنطق يف أصول الفقه جاء متأخرًا‪ ،‬وبعد حبث مستفيض ِّ‬
‫وعبقريَّتُه العلمية الفذَّة‪.‬‬
‫إن حماولة اإلمام الغزايل مل تُفهم (عند البعض)‪ ،‬واليت سعى فيها إىل جتريد القالَ ِب‬
‫املنطقي عن معانيه اليونانية وتطبي ِعه باملعاين اإلسالمية‪ ،‬وتطويعه‪ ،‬وجعلِه علمًا إسالميًا‬
‫‪ 34‬الغزايل «املستصفى» ‪.01 :1‬‬
‫‪ 35‬الغزايل «حمك النظر» ص‪.6‬‬
‫‪ | 199‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫ٍ‬
‫مصطلحات إسالمية‪،‬‬
‫(منهجًا ومصطلحًا)‪ ،‬حيث غيّر الكثريَ من مصطلحات املنطق إىل‬
‫وفقهية أخذت أبعا َدها اإلسالمية‪.‬‬
‫جعل الغزايل للمنطق عالق ًة باملسائل الفقهية واألصولية دون املسائل االعتقادية‪ ،‬فال‬
‫النظر يف‬
‫تعل َ‬
‫ّق له بالعقيدة على وجه اإلطالق‪ ،‬يقول‪( :‬إن النظر يف الفقهيات ال يباين َ‬
‫العقليات‪ ،‬ويف ترتيبه وشروطه وعياره‪ ،‬بل يف مآخذ املقدمات فقط)(‪.)36‬‬
‫يؤد إىل خلط القياس األرسطي‬
‫ إن َم ْز َج الغزايل َ‬‫املنطق وتطوي َعه للعلوم اإلسالمية مل ِّ‬
‫أي فكر ٍة أرسطوية داخله‪،‬‬
‫بالقياس األصويل‪ ،‬لذلك ال جند عند دراستنا للقياس األصويل َّ‬
‫ويف نفس الوقت ال جند يف القياس األرسطي أي فكرة إسالمية أصولية‪.‬‬
‫اختصر اإلمام الغزايل كتابيه املنطقيَّيْن ( َم َحك النظر) و(معيار العلم) وجعلهما مقدم ًة‬
‫لكتاب املستصفى يف األصول‪ ،‬قائالً‪:‬‬
‫َ‬
‫واحنصارها يف احلدود والربهان‪ ،‬ونذكر َ‬
‫شرط‬
‫مدارك العقول‬
‫(نذكر يف هذه املقدمة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وشرط الربهان احلقيقي وأقسا َمهما على منهاج أوجز مما ذكرناه يف كتاب‬
‫احلد احلقيقي‬
‫ِّ‬
‫(حمك النظر) وكتاب (معيار العلم)(‪.)37‬‬
‫جعل الغزايل من املنطق من خالل عالقته بأصول الفقه علمًا إسالميًا‪ ،‬منهجًا‬
‫ومصطلحًا‪ ،‬و َطبَ َعه ب ِ‬
‫ِسمات العقلية اإلسالمية‪ ،‬وأطلق عليهما فيما بعد مصطلح‪( :‬املقدمات‬
‫املنطقية األصولية)‪.‬‬
‫حتوالً‬
‫استغىن الغزايل عن استعمال ِّ‬
‫احلد األرسطي‪ ،‬واستعاض عنه بالعلة‪ ،‬وهذا يُ َع ُّد ُّ‬
‫وحتوالً للمنطق جتاه املفاهيم األصولية‪.‬‬
‫تامًا يف نظرته املنهجية‪ُّ ،‬‬
‫تطعيم األلفاظ اليت سار عليها يف املعيار‪ ،‬إىل املزج الذي بلغ‬
‫جتاوزت منهجي ُة الغزايل َ‬
‫طورًا أحدث من خالله بُني ًة تركيبيَّ ًة جديدة على صعيد املضمون واملصطلح واألبعاد‬
‫اعتمد الغزايل يف منهجه املنطقي األصويل على‪:‬‬
‫‪ 36‬الغزايل «معيار العلم» ص‪ ،72‬وص‪.481‬‬
‫‪ 37‬الغزايل «املستصفى» ‪.01 :1‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪200‬‬
‫أ ـ كتبه املنطقية‪.‬‬
‫ب ـ الفقه ومسائله‪.‬‬
‫ج ـ خصوصيَّة اللغة العربية‪.‬‬
‫ين من األلفاظ‪ ،‬ضاع وهلك‪ ،‬كمن استدبر املغرب وهو‬
‫قائالً‪( :‬اعلم أن من طلب املعا َ‬
‫(‪)38‬‬
‫َ‬
‫األلفاظ فقد اهتدى‪. )...‬‬
‫ين‬
‫ين أوالً يف عقله بال لفظ‪ ،‬ثُ َّم أتبَع املعا َ‬
‫يطلبه‪ .‬ومن َّقرر املعا َ‬
‫أقر بأن تعريف‬
‫إن استمرار الغزايل مبنهجه اجلامع بني االجتا َهيْن املنطقي واألصويل‪َّ ،‬‬
‫بتصور املاهية‪ ،‬وبالتمييز اللفظي واالمسي معًا‪.‬‬
‫ِّ‬
‫احلد يُنال ُّ‬
‫صرح الغزايل يف املحك بوجود احلقائق العقلية الكلية ثابت ًة يف الذهن‪ ،‬وبوجودها قائمة‬
‫َّ‬
‫الشعوب كاف ًة بدون متييز(‪.)39‬‬
‫الن‬
‫يشم‬
‫الوجودان‬
‫وهذان‬
‫بذاهتا‪،‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫حد كبري يف تطويع وتطعيم املعاين املنطقية هبدف إغناء االستدالل‬
‫جنح الغزايل وإىل ٍّ‬
‫األصويل‪ ،‬فنجده يف املحك مييل حنو املعاين اإلسالمية والفقهية َميْ ً‬
‫ال حمضًا‪ ،‬وقد جعل‬
‫مبحث القضية فيه قالَبًا إسالميًا حبتًا دون أن يتخلَّى عن مضامينها املنطقية(‪.)40‬‬
‫َ‬
‫تداول الغزايل احلكم واملحكوم عليه ِع َوضًا عن اخلرب واملُخبَر عنه‪ ،‬أو بدالً عن‬
‫املوضوع واملحمول‪.‬‬
‫استعمل يف املعيار ومقدمة املستصفى‪ :‬املُ ْطلَقة العامة ليشري إىل القضية الكلية‪ ،‬واإلطالق‬
‫العام هو‪ :‬محل معنًى على معنًى ِّ‬
‫العام‪.‬‬
‫ليشكل بذلك‬
‫احلكم َّ‬
‫َ‬
‫(‪)41‬‬
‫ويقسم‬
‫الص َّ‬
‫يقسم الغزايل االستدالل ُّ‬
‫وري إىل استدالل صحيح واستدالل فاسد‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫االستدالل الصحيح إىل‪:‬‬
‫استدالل برهاين‬
‫(‪)42‬‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬
‫‪40‬‬
‫‪41‬‬
‫‪42‬‬
‫الغزايل «حمك النظر» ص‪ 801‬ـ ‪.901‬‬
‫الغزايل «حمك النظر» ص‪ 801‬ـ ‪.901‬‬
‫الغزايل «حمك النظر» ص‪.331‬‬
‫الغزايل «معيار العلم» ص‪.481‬‬
‫وهو الذي تكون مقدماته يقينيَّ ًة معلومة‪.‬‬
‫‪ | 201‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫استدالل جديل‬
‫(‪)43‬‬
‫استدالل ِخطايب‬
‫(‪)44‬‬
‫ذكر الغزايل يف املحك‪( :‬أن نتائج االستدالالت الشرعية قضايا ظنّية وغري يقينيّة‪،‬‬
‫و َم َر ُّد ذلك يرجع إالعقلية الظنّية األدلة الفقهية وخطابيّة املقال الفقهي والعملي بصورة‬
‫عامة) (‪.)45‬‬
‫اعتمد الغزايل على دليل ا َ‬
‫خللَف (‪ )46‬مع التنبيه على عيوب طريقة ال ِقسمة وأخطائها‪،‬‬
‫كما شرح ذلك يف كتاب (االقتصاد يف االعتقاد) (‪.)47‬‬
‫صحتُه كأدلة استداللية وتصويرية‪ ،‬إال إذا ُر َّد‬
‫إن التمثيل عند اإلمام الغزايل ال تُعترب َّ‬
‫إىل منط التداخل (أي‪ :‬إىل أحد األمناط الثالثة‪ :‬التداخل‪ ،‬التالزم‪ ،‬التعاند)‪ ،‬فيصبح قياسًا‬
‫مشوليًا من حيث الصورة‪ ،‬وقياسًا جدليًّا أو خطابيًا من حيث املادة‪ ،‬وبالتايل يكون مفيدًا‬
‫بالظن دون القطع‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وبعبارة ثالثة‪ :‬فإنه ال يساوي بني قياس التمثيل وقياس الشمول‪ ،‬وال ي َؤ ِّول كل واحد‬
‫منهما إىل اآلخر‪.‬‬
‫يلخص اإلمام الغزايل يف مقدمة املستصفى التآليف املنتِجة يف ثالثة أنواع (األمناط‬
‫ِّ‬
‫وكل ٍ‬
‫الثالثة)‪ّ ،‬‬
‫منط منها يشمل (نظمًا) خمتلفة‪.‬‬
‫رده إىل واحد من هذه األنواع [األمناط]اخلمسة فهو‬
‫حيث يقول‪( :‬كل دليل ال ميكن ُّ‬
‫غري منتِ ٍج البتة)(‪.)48‬‬
‫وعليه فهو يعترب أن االستدالل الصوري يرجع إىل األنواع الثالثة‪:‬‬
‫‪43‬‬
‫‪44‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬
‫‪47‬‬
‫‪48‬‬
‫هو الذي سلَّم املخا َط ُب مقدماتِه‪.‬‬
‫مقدماتُه مشهور ًة بني الناس‪.‬‬
‫وهو الذي تكون ِّ‬
‫الغزايل «حمك النظر» ص‪.981‬‬
‫دليل اخللف‪ :‬هو استدال ٌل غري مباشر يعتمد على أسلوب القسمة بأن يَ ِر َد األمر بني احتمالني ال ثالث‬
‫هلما‪.‬‬
‫الغزايل «االقتصاد يف االعتقاد» ص‪.21‬‬
‫إن ما تنطق به األلسنة يف معرض الدليل والتعليل يف مجيع أقسام العلوم يرجع إىل الضروب اليت ذكرناها‪،‬‬
‫يكن دلي ً‬
‫ال «املستصفى» ‪.94 :1‬‬
‫فإن مل يرجع إليها مل ْ‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪202‬‬
‫‪1‬ـ منط التداخل‪.‬‬
‫‪2‬ـ منط التالزم‪.‬‬
‫‪3‬ـ منط التعاند‪.‬‬
‫فيجب أن تَ ِ‬
‫رجع مجي ُع االستدالالت مبا فيها الشرعية إىل أحد هذه األمناط‪ ،‬ويكون‬
‫مؤسسًا على قواعد التدليل األرسطية التحليلية‪.‬‬
‫االستدالل الشرعي َّ‬
‫انتقل اإلمام الغزايل من وصفه منطقيًّا ناسخًا يف كتابه املقاصد‪ ،‬إىل مستخ ِد ٍم للتعابري‬
‫يف كتابه املعيار (القضية العامة‪ ،‬والقضية اخلاصة)‪ ،‬حىت بلغ يف كتابه املَ ّ‬
‫حك واملستصفى‬
‫غايتَه املنهجية يف تسخري القالَب املنطقي خلدمة علم أصول الفقه وحتويل املصطلحات‬
‫ٍ‬
‫مصطلحات إسالمية‪.‬‬
‫املنطقية إىل‬
‫مقد ٍ‬
‫مات ضروري ًة لكل العلوم‪.‬‬
‫وجعلها ِّ‬
‫خامتة البحث‬
‫تأثر الغزايل مبنطق أرسطو‪ ،‬وذلك من خالل مطالعته لكتب الفارايب وابن سينا‪ ،‬ومن‬
‫خالل تلقِّي الغزايل للعلم وتز ّوده منها‪ ،‬ثُ َّم تبنّى بعدها آراء أرسطو املنطقية‪ ،‬وأعلن َ‬
‫عزل‬
‫املنطق عن املعرفة اليونانية األرسطويّة‪.‬‬
‫َّ‬
‫الغزايل على اآللة املعيارية اليت تفيد يف‬
‫اقتصر املنطق عند العلماء املسلمني الذين سبقوا‬
‫يطوعوا القالَ َب الصوري باخلصوصيات واملعاين الذاتية‪.‬‬
‫العقليات والتصورات‪ ،‬ومل ِّ‬
‫املنطق اليوناين بعد دراسته وتقوميه إىل األصول اإلسالمية‪ ،‬ومبنهجية‬
‫أدخل الغزايل َ‬
‫َت الطبيع ُة اللغوية والعقلية اإلسالمية فِ ْعلَها يف توجيه أبعاد هذه املنهجية‬
‫إبداعية دقيقة‪ ،‬وفَ َعل ْ‬
‫سمت بالتنظيم‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬وتطعيم املنطق بعمليات‬
‫املُبَ َلورة يف أسلوب الغزايل‪ ،‬واليت اتَّ ْ‬
‫أكثر جتديدًا وحصرًا لالستدالل واملعرفة‪.‬‬
‫ُصورية عقلية َ‬
‫فجرده عن العلوم اجلزئية كالفقه‬
‫جعل الغزايل من املنطق يف منهجه معيارًا تشكيليًا‪َّ ،‬‬
‫واحلديث والتفسري‪ ،‬وم َز َجه بعلم األصول‪ ،‬دون البحث يف املسائل الفلسفية وكلِّيات‬
‫مقررًا ملذهبه يف اشتراك املنطق بني النُّ َّظار‪،‬‬
‫الوجود‪ُ ،‬مورِدًا يف مباحثه املنطقية أمثل ًة فقهية‪ِّ ،‬‬
‫‪ | 203‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫وأصبح للمنطق مفهو ٌم بعد أن كان امسًا يف حقيقته‪ ،‬معت ِمدًا يف ذلك على املفاهيم واملعرفة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫ومل ِ‬
‫يكتف الغزا ّ‬
‫وخير َجه من املنهج‬
‫يؤصل‬
‫َ‬
‫يل بذلك‪ ،‬بل حاول بالفعل أن ِّ‬
‫املنطق ِّ‬
‫القرآين‪ ،‬وذلك باستخراج الصور العقلية من مادة البحث ومعانيه اإلسالمية القرآنية‪.‬‬
‫القياس املنطقي يف االستدالل واحلكم والتعليل‪ ،‬ويف مبحث القياس العقلي؛‬
‫أدخل‬
‫َ‬
‫حيث جعله نسقًا معلَّقًا بالعلة والتعليل‪ ،‬مبتعدًا يف ذلك َّ‬
‫كل االبتعاد عن االجتاهات‬
‫استخراج األشكال القياسية احلملية والشرطيَّة يف‬
‫السنيائيَّة األرسطوية‪ ،‬حما ِوالً يف ذلك‬
‫َ‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬وكانت غايته يف ذلك َ‬
‫جعل القياس املنطقي قياسًا أصوليًا‪.‬‬
‫طوع‬
‫«مناهج البحث» بلغ البحث‬
‫املنهجي قِ َّمته اإلسالمية واملنطقية حني َّ‬
‫ُّ‬
‫القياس‬
‫َت خاصيَّ ُة الغزايل وعبقريَّتُه جبعله‬
‫مراعا ًة للتركيب القياسي املنطقي‪ ،‬ومتثَّل ْ‬
‫َ‬
‫على جمموعة من القواعد الشكلية معيارًا و َم َح ّكا وميزانًا‪.‬‬
‫انتقل الغزايل يف املَ َح ِّك ومقدمة املستصفى إىل َطو ٍر جديد أبقى فيه على التصوف‬
‫ٍ‬
‫ومصطلحات وخلفيات إسالمية‪.‬‬
‫توفيقي‬
‫بتحليل‬
‫األرسطوي‪ ،‬ولكن‬
‫ٍ‬
‫ٍّ‬
‫امليزا َن‬
‫يرتكز‬
‫أصبحت واضح َة املعامل متامًا يف كتاب املستصفى‬
‫إن املنهجية الغزالية املنطقيَّ َة‬
‫ْ‬
‫وخصوصًا يف مقدمة الكتاب‪ ،‬حيث دمج الغزا ّ‬
‫القياس السلجسيت باالستدالل األصويل‬
‫يل َ‬
‫العقلي جنبًا إىل جنب مع‬
‫وظهر ْت ِس َم ُة هذه املنهجية يف العمل بالنظر‬
‫تصرحيًا وحتليالً‪َ ،‬‬
‫ِّ‬
‫التسليم اإلمياين النقلي املطلق‪ ،‬فهو مج ٌع بني الرأي والسمع‪ ،‬وبني املنطق واألصوملتبيِّنًا يف‬
‫ذلك منهجي َة اجلمع بني اجتاه األصوليِّني (الذين يُ ِق ُّرون بالتحديد اللفظي‪ ،‬ألهنم ينطلقون‬
‫املاهوي)‪.‬‬
‫يصرون على التحديد‬
‫ِّ‬
‫املجرد للمعاين) واملناطقة (الذين ّ‬
‫من النص َّ‬
‫باحلد والرسم واللفظ معًا‪.‬‬
‫وذلك عن طريق التعريفات ِّ‬
‫َ‬
‫مزج‬
‫مرت هذه املنهجية‬
‫مبراحل علمي ٍة ذات نسق تنظيمي َش ِمل ْ‬
‫َت بدايتُها َ‬
‫وبعد أن َّ‬
‫مر ْت بعمليات التوفيق‪ ،‬إىل أن انتهت أخريًا‬
‫وتطعيم املنطق باملعاين اإلسالمية‪ ،‬ومن ثَ َّم َّ‬
‫املنطق حبُلَّته اإلسالمية وثوبه اجلديد‪ ،‬خادمًا لألصول‪،‬‬
‫اجها َ‬
‫بالتطويع والتبديل‪ ،‬وأصبح نَتَ ُ‬
‫ومستنبطًا من القرآن‪.‬‬
‫وكانت غاية الغزايل من هذه املنهجية الفريدة هي‪ :‬تقوي َة االستدالل اإلسالمي َ‬
‫وضبطه‪،‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪204‬‬
‫وإحداث طفر ٍة جديدة يف عملية التعارض الثقايف بني األصالة واملعاصرة‪ ،‬واملتمثلة يف‬
‫االنفتاح على الفكر اليوناين‪ ،‬حيث َّ‬
‫َت هذه الطفر ُة َمزجًا بني التفكريين االستدالليّني‪،‬‬
‫شكل ْ‬
‫املنطق باليقني اإلسالمي‪.‬‬
‫ووس َم ْت َ‬
‫َ‬
‫التوص ِل إىل املجهول‬
‫حىت أصبحت فائدة املنطق عند الغزايل ليست قاصر ًة على ُّ‬
‫باملعلوم‪ ،‬بل اشتملت على التمييز بني العلم واجلهل‪.‬‬
‫إن مشروع الغزايل الرامي إىل إجياد منهجي ٍة منطقية أصولية ال ينبغي أن يُ ْع َز َل عن‬
‫واقعيته‪ ،‬تلك الواقعية اليت انفتح من خالهلا املسلمون بشكل عا ّم واألشاعرة املتأخرون‬
‫بشكل خاص على املنطق‪ ،‬ال بِنيَّة االقتباس واالستنباط‪ ،‬بل بقصد تقنني التراث اإلسالمي‬
‫ِ‬
‫االنفتاح الواقعي املفروض أو املرغوب فيه‪ ،‬أو‬
‫وضبطه ضبطًا صحيحًا يتناسب وهذا‬
‫َ‬
‫املطلوب حلياة العصر العلمية‪.‬‬
‫فجاءت املنهجيَّ ُة الغزالية حما َولًَة فريدة ذات طبيعة متقدمة يف األحباث اإلسالمية شاخم ِة‬
‫املعامل يف عصرها‪ ،‬متميِّز ٍة يف املنهج عن غريها ِم ْن التجارب العلمية‪ ،‬تُزيِّنها يف كل ما‬
‫ومنهجه العلمي الواسع الدقيق‪.‬‬
‫ذهبت إليه عقليَّ ُة الغزايل وعبقريته الفذَّة‬
‫ُ‬
‫واحلمد هلل على حسن توفيقه‬
‫‪ | 205‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫أهم املصادر واملراجع‬
‫•االجتهاد واملنطق الفقهي يف اإلسالم‪ .‬د‪ .‬مهدي فضل اهلل‪ .‬ط‪1‬ـ بريوت‪ :‬دار الطليعة‪،‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫•آراء نقدية يف مشكالت الدين والفلسفة واملنطق‪ .‬د‪ .‬مهدي فضل اهلل‪ .‬ط‪1‬ـ بريوت‪ :‬دار‬
‫األندلس‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫•االستقراء واحلدث يف البحث العلمي‪ .‬بيتر مدور‪ .‬ترمجة‪ :‬حممد شيا‪ .‬ط‪1‬ـ لندن‪ :‬مركز‬
‫البحث العلمي‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫ومناهجه يف الكتاب والسنة‪ .‬د‪ .‬كوكب عامر‪ .‬ط‪1‬ـ القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫•أسس التفكري السليم‬
‫ُ‬
‫النهضة املصرية‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫• أسس املنطق الرمزي املعاصر‪ .‬د‪ .‬جنيب احلصادي‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار النهضة‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫• األسس املنطقية لالستقراء‪ .‬حممد باقر الصدر‪.‬ط‪.2‬ـ بريوت‪ :‬دار املعارف‪1977 ،‬م‪.‬‬
‫• أسس اليقني بني الفكر الديين والفلسفي‪ .‬يوسف حممود حممد‪.‬ط‪1‬ـ الدوحة‪ :‬دار احلكمة‪،‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫• أصول السرخسي‪ .‬السرخسي‪ ،‬أبو بكر حممد بن أمحد بن سهل‪ ،‬ت‪384‬هـ‪.‬حتقيق‪ :‬أبو‬
‫الوفا األفغاين‪.‬ط‪.3‬ـ بريوت‪ :‬دار النهضة‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫•أصول الفقه اإلسالمي‪ :‬منهج حبث ومعرفة‪ .‬د‪ .‬طه جابر العلواين‪ .‬ط‪ ،2‬واشنطن‪ :‬املعهد‬
‫العاملي للفكر اإلسالمي‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫•اعترافات الغزايل‪ .‬د‪ .‬عبد الدامي أبو عطا األنصاري‪.‬ط‪1‬ـ القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫•اإلمام الغزايل وعالقة اليقني بالعقل‪ .‬د‪ .‬حممد إبراهيم الفيومي‪ .‬ط‪1‬ـ القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو‬
‫املصرية‪1976 ،‬م‪.‬‬
‫•البحر املحيط يف أصول الفقه‪ .‬الزركشي‪ ،‬بدر الدين أبو عبد اهلل بن حممد بن هبادر بن عبد‬
‫اهلل التركي املصري‪ ،‬ت‪794‬هـ‪.‬حتقيق‪ :‬عبد الستار أبو غدة وآخرين‪ .‬ط‪2‬ـ الكويت‪:‬‬
‫دار الصفوة للطباعة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫•حبوث ودراسات فلسفية‪ .‬د‪ .‬سعيد مراد‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو املصرية‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫•حبوث ومقارنات يف تاريخ العلم والفلسفة‪ .‬عمر فروخ‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار الطليعة‪،‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫•بني الدين والفلسفة يف رأي ابن رشد وفالسفة العصر الوسيط‪ .‬د‪ .‬حممد يوسف موسى‪.‬‬
‫ط‪.2‬ـ بريوت‪ :‬مكتبة العصر احلديث‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪206‬‬
‫•تاريخ العلم‪ .‬جورج سارتون‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫•تاريخ العلم واألنسية اجلديدة‪ ،‬جورج سارتون‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬مؤسسة فاردلني‪1961 ،‬م‪.‬‬
‫•تاريخ الفكر األوريب احلديث (‪ 1601‬ـ ‪1977‬م‪ ).‬رونالد أسترومربج‪ ،‬ترمجة‪ :‬أمحد‬
‫الشيباين‪.‬ط‪.3‬ـ القاهرة‪ :‬دار القارئ العريب‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫•تاريخ الفكر الفلسفي يف اإلسالم‪ .‬د‪ .‬حممد علي أبو ريان‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬دار النهضة‪،‬‬
‫‪1970‬م‪.‬‬
‫•تاريخ الفلسفة يف اإلسالم‪ ،‬ديبور‪ .‬ترمجة‪ :‬حممد عبد اهلادي أبو ريدة‬
‫•ط‪.3‬ـ بريوت‪ :‬دار النهضة‪1954 ،‬م‪.‬‬
‫•تطور املنطق العريب‪ .‬نيقوال ريشر‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫•تعليل األحكام‪ .‬مصطفى شليب‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار النهضة العربية‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫•التفكري الفلسفي يف اإلسالم‪.‬د‪ .‬سليمان دنيا‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬مكتبة اخلاجني‪1967 ،‬م‪.‬‬
‫•التقريب حلد املنطق‪ .‬ابن حزم‪ ،‬أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد الظاهري األندلسي‪،‬‬
‫ت‪456‬هـ‪.‬حتقيق‪ :‬إحسان عباس‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار األندلس‪1959 ،‬م‪.‬‬
‫•التقريب واإلرشاد‪ .‬الباقالين‪ ،‬القاضي أبو بكر حممد بن الطيب‪ ،‬ت‪403‬هـ‪.‬حتقيق وتعليق‪:‬‬
‫عبد احلميد أبو زنيد‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫•التمهيد يف تاريخ الفلسفة‪ .‬مصطفى عبد الرزاق‪.‬ط‪.3‬ـ القاهرة‪ :‬جلنة التأليف والترمجة‬
‫والنشر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫•هتافت الفالسفة‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬جي آر جهامي‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار الفكر اللبناين‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫•درء تعارض العقل والنقل‪ .‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم احلراين‪،‬‬
‫ت‪728‬هـ‪.‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد رشاد سامل‪.‬ط‪.1‬ـ الرياض‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‬
‫اإلسالمية‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫•دراسات يف تاريخ املنطق العريب‪ .‬نيقوال ريشر‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬دار الثقافة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫•دراسات منطقية عند فالسفة اإلسالم‪ .‬د‪ .‬إبراهيم حممد صقر‪.‬ط‪.1‬ـ مصر‪ :‬الفيوم‪ ،‬مكتبة‬
‫أم القرى‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫•الرد على املنطقيِّني‪ .‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم احلراين‪ ،‬ت‪728‬هـ‪.‬‬
‫ط‪.6‬ـ باكستان‪ :‬إدارة ترمجان السنَّة‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫•رسائل أيب احلسن العامري وشذراته الفلسفية‪ .‬دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬سحبان خليفات‪.‬ط‪.1‬ـ‬
‫عمان‪ :‬منشورات اجلامعة األردنية‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ | 207‬املنهجية املنطقية األصولية عند الغزايل‬
‫•رسائل منطقية يف احلدود والرسوم‪ .‬د‪ .‬عبد األمري األعسم‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار املناهل‪،‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫•شفاء الغليل يف بيان الشبه واملخيل ومسالك التعليل‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد‬
‫بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬حتقيق‪ :‬محد الكبيسي‪ .‬ط‪.1‬ـ بغداد‪ :‬مطبعة اإلرشاد‪،‬‬
‫‪1970‬م‪.‬‬
‫•صون املنطق والكالم عن فن املنطق والكالم‪.‬السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبد الرمحن‪،‬‬
‫ت‪911‬هـ‪.‬تعليق‪ :‬علي سامي نشار‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫•الضروري يف أصول الفقه‪ :‬ابن رشد‪ ،‬أبو الوليد حممد بن أمحد بن حممد احلفيد‪،‬‬
‫ت‪595‬هـ‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار الغرب‪1994،‬م‪.‬‬
‫•ضوابط املعرفة وأصول االستدالل واملناظرة‪ .‬عبد الرمحن حبنكة امليداين‪ .‬ط‪.2‬ـ دمشق‪:‬‬
‫دار القلم‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫•العقل الفلسفي يف اإلسالم‪ .‬د‪ .‬سعيد مراد‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫•الغزايل بني الدين والفلسفة‪ .‬د‪ .‬عبد احلميد خطاب‪.‬ط‪.1‬ـ اجلزائر‪ :‬املؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫•فصل املقال‪ .‬ابن رشد‪ ،‬أبو الوليد حممد بن أمحد بن رشد األندلسي املالكي‪ ،‬ت‪595‬هـ‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد عمارة‪.‬ط‪.2‬ـ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫•القسطاس املستقيم‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬فكتور شلحت‪.‬ط‪.3‬ـ بريوت‪ :‬دار املشرق‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫•القسطاس املستقيم‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬‬
‫صححه‪ :‬مصطفى قباين الدمشقي‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬مطبعة الترقي‪1900 ،‬م‪.‬‬
‫•قياس األصوليِّني بني املثبتني والنافني‪ .‬د‪ .‬حممد حممد عبد اللطيف مجال الدين‪.‬ط‪.1‬ـ‬
‫القاهرة‪ :‬مؤسسة الثقافة اجلامعية‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫•كتاب الربهان يف أصول الفقه‪ .‬اجلويين‪ ،‬عبد امللك بن عبد اهلل يوسف بن حممد‪ ،‬ت‬
‫‪478‬هـ‪.‬حتقيق وتقدمي‪ :‬عبد العظيم الديب‪.‬ط‪.1‬ـ قطر‪ :‬طبع بنفقة الشيخ خليفة آل محد‬
‫الثاين‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫•مؤلفات الغزايل‪ .‬د‪ .‬عبد الرمحن بدوي‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬املجلس األعلى لرعاية الفنون‪،‬‬
‫‪1961‬م‪.‬‬
‫•حمك النظر‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬حتقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫رفيق العجم‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار الفكر اللبناين‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫الشاهني‬
‫د ‪ .‬شامل َّ‬
‫| ‪208‬‬
‫•املستصفى يف علم األصول‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬‬
‫دراسة وحتقيق‪ :‬حممد بن زهري حافظ‪.‬ط‪.1‬ـ املدينة املنورة‪ :‬املؤلف‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫•املستصفى يف علم األصول‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬‬
‫صححه‪ :‬حممد عبد السالم عبد الشافعي‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫•مصادر املعرفة يف الفكر الديين والفلسفي‪ .‬د‪ .‬علي عبد الرمحن بن زيد الزنيدي‪.‬ط‪.2‬ـ‬
‫الرياض‪ :‬مكتبة املؤيد‪1992 ،‬م‬
‫•معيار العلم يف فن املنطق‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ،‬ت‪505‬هـ‪.‬‬
‫تعليق وشرح‪ :‬علي بو ملحم‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار ومكتبة اهلالل‪1993،‬م‪.‬‬
‫•املفكرون املسلمون يف مواجهة املنطق اليوناين‪ .‬مصطفى الطبطبائي‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار ابن‬
‫حزم‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫•مفهوم العقل يف الفكر الفلسفي‪ .‬إبراهيم مصطفى إبراهيم‪.‬ط‪.1‬ـ بريوت‪ :‬دار النهضة‪،‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫•مقدمة للمنطق وملنهج البحث يف العلوم االستدالئية‪ .‬أرفرتارسكي‪ .‬ترمجة‪ :‬عزمي إسالم‪.‬‬
‫ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬اهليئة املصرية‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫•مناهج البحث عند مفكري اإلسالم‪ .‬د‪ .‬علي سامي النشار‪.‬ط‪.3‬ـ بريوت‪ :‬النهضة‪،‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫•املنخول من تعليقات األصول‪ .‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪،‬‬
‫ت‪505‬هـ‪.‬حتقيق‪ :‬حممد حسن هيتو‪.‬ط‪.2‬ـ دمشق‪ :‬دار الفكر‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫•املنطق‪ .‬د‪ .‬مجيل صليبا‪ ،‬د‪ .‬كامل عياد‪.‬ط‪.1‬ـ دمشق‪ :‬مكتبة العلوم واآلداب‪1948 ،‬م‪.‬‬
‫•املنطق‪ .‬حممد رضا املظفر‪.‬ط‪.3‬ـ النجف‪ :‬مطبعة النعمان‪1968 ،‬م‪.‬‬
‫•املنطق اإلسالمي أصوله ومناهجه‪ .‬حممد تقي مدرسي‪.‬ط‪.2‬ـ بريوت‪ :‬دار اجليل‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫•املنطق احلديث وفلسفة العلوم واملناهج‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز نظمي سامل‪.‬ط‪.1‬ـ االسكندرية‪،‬‬
‫مؤسسة الشباب‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫•املنطق عند الغزايل‪ .‬د‪ .‬رفيق العجم‪ .‬ط‪1‬ـ بريوت‪ :‬دار املشرق‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫•املنهج الفلسفي بني الغزايل وديكارت‪ .‬د‪ .‬حممود محدي زقزوق‪ .‬ط‪.2‬ـ القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫األجنلو‪1981 ،‬م‬
‫•نظرية القياس األصويل‪ .‬حممد سليمان داود‪.‬ط‪.1‬ـ القاهرة‪ :‬دار الدعوة‪1984 ،‬م‪.‬‬
Download